زيد بن الخطاب

 

إبن نفيل، السيد الشهيد، المجاهد التقي، أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد، القرشي العدوي .

أخو أمير المؤمنين عمر، وكان أسن من عمر، وأسلم قبله، وكان أسمر طويلاً جداً .

 شهد بدراً ، والمشاهد .

وكان قد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدي العجلاني ، وقتلا معاً في اليمامة.

ولقد قال له عمر يوم بدر : البس درعي . قال : إني أريد من الشهادة ما تريد . قال : فتركاها جميعاً .

وكانت راية المسلمين معه يوم اليمامة ، فلم يزل يقدم بها في نحر العدو ، ثم قاتل حتى قتل ، فوقعت الراية ، فأخذها سالم مولى أبي حذيفة . وقتل زيد يومئذ الرجال بن عنفوة ، واسمه نهار ، وكان قد أسلم وقرأ البقرة ، ثم ارتد ورجع ، فصدق مسيلمة وشهد له بالرسالة ، فحصل به فتنة عظيمة ، فكانت وفاته على يد زيد .

وكان الذي قتل زيداً رجل يقال له أبومريم الحنفي ، وقد أسلم بعد ذلك ، وقال لعمر : يا أمير المؤمنين إن الله أكرم زيداً بيدي ولم يهني على يده . وقيل : إنما قتله سلمة بن أبي صبيح ابن عم أبي مريم هذا . ورجحه ابن عبد البر وقال : لأن عمر استقضى أبا مريم ، قال ابن كثير : وهذا لايدل على نفي ما تقدم ، والله أعلم .

وحزن عليه عمر ، وقال لما بلغه مقتل أخيه : سبقني إلى الحسنيين ، أسلم قبلي ، واستشهد قبلي . وكان يقول : ما هبت الصبا إلا وأنا أجد ريح زيد .

وقال عمر لمتمم بن نويرة حين جعل يرثي أخاه مالكاً بالشعر : لو كنت أحسن الشعر لقلت كما قلت ، فقال له متمم : لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ماحزنت عليه ، فقال له عمر : ما عزاني أحد بمثل ما عزيتني به .

 

استشهد في سنة أثنتي عشرة ، رضي الله عنه .

 

//-->