اللاظ (اللاز)  

تميّزوا بالجرأة والإقدام وواجهوا روسيا القيصرية

من الأسر الإسلامية البيروتية والصيداوية، تعود بجذورها إلى قبائل اللاظ (اللاز) الفارسية التي تميزت بالجرأة والإقدام. وقد أشار العالم والمستشرق الألماني كارل بروكلمان في كتابه «تاريخ الشعوب الإسلامية» ص (524، 527، 571) بأن هذه القبائل شديدة المراس في الأمور العسكرية. وكانت قد استقرت في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي في فارس في منطقة شماخي عاصمة شروان، والتمس زعيمها حماية الدولة العثمانية بعد تزايد خطر القيصر الروسي على هذه القبيلة، وقد دخلت قبيلة اللاظ في طاعة السلطان العثماني، فأقطعها مقاطعة «دَرْبَنْد».

والجدير بالذكر، أنه في 15 أيار عام 1741 جرت محاولة لاغتيال الشاه نادر الأفغاني (1736-1747) في «مازنداران» أثناء الحملة التي شنها على قبائل اللاز في القبق في القوقاز. من جهة ثانية واجهت قبائل اللاظ (اللاز) أكثر من مرة روسيا القيصرية في مناطق القوقاز، باعتبارها قبائل إسلامية رفضت الحكم الروسي. من أشهر قادة قبائل اللاز وثورة الداغستان البطل الوطني الشهير محمد شامل (1798-1871) بطل منطقة قازان والقوقاز.

(أنظر: حسان حلاق: التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في بيروت والولايات العثمانية في القرن التاسع عشر، ص 292-293).

هذا، ونتيجة لتعاون قبائل اللاظ مع الدولة العثمانية، فقد انتقل بعض أفراد هذه القبائل إلى المدن والولايات العثمانية بواسطة الجيش العثماني.

شهدت بيروت المحروسة بعض أفراد من اللاز، وقد تصاهر هؤلاء الأفراد مع عائلات بيروتية وصيداوية عديدة، وبما أنها تصاهرت وأقامت في باطن بيروت المحروسة منذ العهد العثماني فقد «تبيرتت» وباتت جزءاً من النسيج الديموغرافي البيروتي.

هذا، وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل (1259هـ) إلى «دار اللاظ» في محلة شويربات القريبة من زاروب الطمليس الشهير في باطن بيروت، أي بالقرب من المجلس النيابي اليوم.

عرف من أسرة اللاظ (اللاز) في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: حسن، حسين، عبد الستار اللاز أحد العاملين في مجلس الوزراء، عبد الرحيم اللاز المصور الصحافي، محمد، محمود، والمهندس مصطفى اللاز العامل في دار الهندسة في بيروت. كما عرف أصحاب مطبعة اللاز في منطقة قصقص وسواهم. وبالرغم من قدم الأسرة في بيروت فإنها ما تزال قليلة العدد.

واللاظ (اللاز) لغة ويُلفظها البيارتة «اللوز» وهو اسم لقبيلة إسلامية انتشرت في آسيا الوسطى وفي بلاد القوقاز والداغستان تحديداً، لُقِّب من نسب إليها باسم اللاز أو اللازي. وليس لهذا اللقب أية علاقة بثمر اللوز المنتشر في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي.

//-->