آل قليلات

حسينيون منسوبون لآل البيت تولوا المناصب القيادية في أكثر من قطاع

 آل  قليلات (بالوظة)

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس. وهي أسرة حسينية منسوبة لآل البيت النبوي الشريف. وقد تولت مناصب قيادية سياسية وعسكرية واجتماعية ودينية في مختلف الولايات العربية والإسلامية. وقد أشارت الوثائق التاريخية إلى السيد محمد بن القليلات الحسيني، أحد أجداد آل قليلات المنسوبين إلى آل البيت الشريف.

ونظراً لانتشار الأسرة في بيروت المحروسة والولايات العربية والإسلامية، فقد تفرغ منها عائلات بيروتية وعربية عديدة منها على سبيل المثال عائلات: قليلات بالوظة، قليلات علم الدين، قليلات النجار، قليلات الدلبي، قليلات العطار، قليلات الحسيني، وسواها، وذلك استناداً إلى وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر، لا سيما السجل (1259هـ)، والسجل (1264هـ) ص (88)، والسجل (1302-1303هـ) ص (87) وسواها من سجلات ووثائق.

هذا، وقد أشار السجل (1259هـ) إلى العديد من آل قليلات في بيروت في العهد العثماني منهم على سبيل المثال السادة: أحمد قليلات النجار، الحاج سعيد بن الحاج مصطفى قليلات، السيدة عاتكة بنت مصطفى قليلات، عبد الرحيم بن مصطفى قليلات العطار، علي بن سعيد قليلات، مصطفى بن قليلات العطار، علي بن سعيد قليلات، مصطفى بن الحاج سعيد قليلات، سعيد قليلات بالوظة، سعيدون بن مصطفى قليلات، محمد قليلات، مصطفى قليلات، وسواهم.

 برز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: الشاعر والأديب البيروتي عبد الرحيم قليلات (1884-1942) وهو أديب كثير النظم، عارف بعدة لغات. أصله من طرابلس الغرب ومولده ووفاته في بيروت. تعلم فيها وفي مصر، وعمل في حكومة السودان وأصدر بها جريدة رائد السودان (1911-1914) التي كانت تصدرها جمعية الكفاح السري. في عام 1914 عاد إلى بيروت ومنها سافر إلى طرابلس الغرب فاعتقله الإنجليز بين سنوات (1915-1919) ورجع إلى بيروت سنة 1920 واشتغل بالتجارة، ثم قام سنة 1933 برحلات إلى الهند وأندونيسيا وأوربا، وأقام في اليابان حوالى أربع سنوات زار في خلالها الولايات المتحدة الأميركية وأفريقيا الغربية، ثم استقر في بيروت سنة 1938 فعيّن فيها مديراً للشرطة. جمع نظمه في ديوان سماه «الهُيام». كما كان مفتشاً عاماً في بلدية بيروت، ومديراً للشرطة والأمن العام، ومراقباً لشركات تجارية واقتصادية. كما برز نجله السيد رشيد قليلات أحد وجوه بيروت البارزة، والمدير العام السابق في المؤسسات التابعة للأمم المتحدة لا سيما الأونروا واليونيسف، في الأردن ولبنان وسوريا والسعودية بين أعوام (1953-1969)، ونائب مدير اليونسيف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين أعوام (1969-1983) ومستشار اليونسيف بعد التقاعد بين أعوام (1983-1987 و 1991-2000)، ومستشار رئيس مجلس الوزراء اللبناني سليم الحص بين أعوام (1987-1991)، ويحمل الأوسمة التالية: وسام الأرز الوطني برتبة فارس، ميدالية الأردن للثقافة (الدرجة الأولى).

كما برز في بيروت العقيد عفيف قليلات قائد شرطة بيروت الأسبق. كما برز أيضاً المناضل الناصري إبراهيم قليلات قائد حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) في بيروت ولبنان. كما عرف من الأسرة الأطباء الأشقاء الدكتور محمد علي قليلات، والدكتور عبد الرحمن قليلات، وشقيقهما العميد وليد قليلات قائد شرطة بيروت السابق. كما عرف من الأسرة الأطباء د. نبيل مصباح قليلات وأشقاؤه د. نادر ود. عصام ود. عزيز و»نبيل قليلات، ومحمد خير قليلات والسيد مروان قليلات أحد مدراء الشركات العالمية في لبنان، والطبيب الدكتور محمد محيي الدين قليلات، والطبيب الشرعي محمد قليلات أحد أوائل خرّيجي الجامعة اليسوعية (الطبية) Faculté de  médecine.

وعرف من أسرة قليلات أيضاً السادة: إبراهيم فؤاد قليلات أحد الوجوه الاقتصادية والمصرفية في بيروت، أحمد، أحمد محمد، أمين، باسل، باسم، بسام، توفيق، خالد، خضر، خلدون، خليل، خليل شريف، رشاد محيي الدين قليلات، رشيد، رشيد عبد الرحمن، زياد، سامي، سعد الله، سامي، سليم، سمير، سهيل، شاكر قليلات، شفيق، صلاح الدين، طه عبد الرحيم، عبد الباسط، عبد الحفيظ، عبد الحكيم، عبد الرحمن عثمان، عبد الرحمن عفيف، عبد الغني، عبد القادر، عبد اللطيف، عبد الله، عصام، عفيف، فادي، فاروق، فؤاد، فوزي، كامل، محمد حسن، محمد خضر، محمد خير عثمان، محمد عصام، محمد علي، محمد مختار، محمد محمود، محمد نور، محمد يحيى، محمود، محيي الدين رشاد، مروان، مصباح قليلات أحد الناشطين في الميادين الاجتماعية والبيئية، مصطفى، معروف، منير، ناجي، نبيه، هادي، هاشم، هاني، واصف، وجيه، وفيق، وليد، يحيى قليلات وسواهم الكثير.

ونظراً لأهمية الدور الوطني والقومي والنضالي والإسلامي الذي قام به المناضل إبراهيم قليلات (أبو شاكر) فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة فيما يلي:

إبراهيم قليلات من مواليد بيروت المحروسة عام (1940-    ) ويعرف أيضا باسم «أبو شاكر»، سياسي لبناني من أسرة عريقة ومؤسس ورئيس حركة الناصريين المستقلين المعروفة أكثر باسم المرابطون.

في عام (1958)، كان «إبراهيم قليلات» ما زال طالبا في صف البكالوريا في مدرسة المقاصد الإسلامية، عندما جرى طرح مشروع أيزنهاور ردا على قيام وحدة عبد الناصر بين مصر وسوريا. ويومها حاول الرئيس الأسبق كميل شمعون إدخال لبنان في هذا المشروع، فكان لا بد من حمل السلاح، وكانت التجربة الأولى تجربة سياسية وقتالية ونضالية مهمة. كانت بداية ممارسة النضال، في وقت لم يكن هناك تنظيم ناصري، إذ كانت ثورة عبد الناصر وإنجازاته تشكل الإطار الفعلي للتحرك. (أرشيف الحركة – حديث للأخ إبراهيم قليلات). وكانت الجمهورية العربية المتحدة آنذاك تشارك في صنع الأحداث اللبنانية، ولم تكن (محلة أبو شاكر) ببعيدة عنها.

شارك في أحداث 1958 إلى جانب المناوئين للرئيس كميل شمعون. سجن بين أعوام 1961 و1967 بتهمة إلقاء عبوة ناسفة على بيت وزير المال رفيق نجا. كان أحد أهم قادة الأحزاب الوطنية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.

وهكذا عاد «إبراهيم قليلات» ليعيش في (محلة أبو شاكر) في منطقة الطريق الجديدة التي كان لأبيه فيها الكثير من الوجاهة. وبدأ في المحلة نشاطه السياسي، ومع مرور الزمن أطلق على المحلة اسم (حي القصبة)، تشبيها لها بـ(حي القصبة) في مدينة الجزائر، ذلك الحي الذي قام بدور فاعل خلال النضال ضد الاستعمار الفرنسي.

وكانت البداية مع «إبراهيم قليلات «، محاولة لجمع أبناء العائلة والحي، وربما الحي أولا، لما اتّصف به ذلك الحي من حماس لعبد الناصر ومواقفه. وتوزعت اهتمامات الشاب المتحمس بين الدراسة والسياسة، وغاص في أحداث 1958 بكل ما فيها من توتر وعنف واضطراب، وشارك في نضال أبناء (محلة أبو شاكر) (محلة أبو راشد سابقاً) الذين حملوا السلاح في إطار (المقاومة الشعبية) آنذاك، لكنه مع عام انفصال وحدة مصر وسورية عام (1961) اتهم «إبراهيم قليلات « أنه ألقى متفجرة على منزل وزير المال يومذاك رفيق نجا، وبادرت السلطة الحاكمة إلى توقيفه مدة شهر ونصف الشهر.

مرحلة 1966-1973

وفي بداية هذه المرحلة، سلطت الأضواء على «إبراهيم قليلات»، عندما وجهت إليه الدولة اللبنانية اتهاماً بالتحريض على اغتيال كامل مروه صاحب جريدة (الحياة) البيروتية ورئيس تحريرها. وكانت (الحياة) مناوئة لسياسة الرئيس عبد الناصر، والتحريض ضد سياسته.

في هذا المجال، قال «إبراهيم قليلات»: «لم ترد في إضبارات التحقيق كلها أية اعترافات أو معلومات تشكل إدانة لي. ويبدو أن السبب في توجيه الاتهام لي هو ما قاله أحد الضباط الذين استمع إليهم المحقق العدلي ثم رئيس المجلس العدلي نفسه».

واعتقل «إبراهيم قليلات»، وبقي سنة ونصف السنة رهن الاعتقال سواء في السجن أو في المستشفى، ثم خرج من السجن ولم يحل إلى المحاكمة.

هذه الحادثة قدمت «إبراهيم قليلات» شابا وطنيا،  ودفعت باسمه إلى صفحات الجرائد وإلى جدران شوارع بيروت الغربية، دفاعا عنه وانتصارا لمواقفه. وتجاوز «إبراهيم قليلات» حدود حي (أبو شاكر) إلى بيروت كلها.

مرحلة 1973-1976

بدأت هذه المرحلة مع حادث رئيسي ومهم وقع في الثالث من أيلول 1973. عندما قامت قوات السلطة اللبنانية بمحاصرة مكتب «إبراهيم قليلات» في محلة (أبو شاكر)، وبدأت بإطلاق الرصاص على المكتب.

وبدا أن السلطة اللبنانية، في عهد رئيس الجمهورية «سليمان فرنجية» ورئيس الحكومة «تقي الدين الصلح». أرادت النفاذ من حادث عادي استدراج «حركة الناصريين المستقلين» إلى فخ الصدام، بهدف تصفية الحركة، في حين إن الحركة لم ترد على هذا الحادث.

رأى «إبراهيم قليلات»: «إن الحادث مدبر ومخطط له بدقة، لجرنا لمعركة. لكننا لم نرد عليهم لأن قطعة السلاح في يد مواطنينا ليست مرتبطة بعواطفهم الشخصية وتشنّجاتهم. لقد علمناهم أنّ فوهات بنادقهم يجب أن توجه نحو العدو الصهيوني».

إن هذا الحادث، الذي عرف بـ(حادث أبو شاكر)، طرح «إبراهيم قليلات وحركة الناصريين المستقلين» ككل على اتساع الرقعة اللبنانية. ومع تطور المرحلة الثالثة هذه بدأت «حركة الناصريين المستقلين» بفرض وجودها التنظيمي كحركة، وإن بقي اسم «إبراهيم قليلات» يشكل عمودها الفقري الذي تتجمع حوله قوى شابة معظمها من بيروت. وبرزت الحركة كفصيل ناصري قادر، مع خصوصية تتمثل في عدم استبعاد العنف في التعامل السياسي.

نتيجة لاتفاقية كامب دايفد وسواها من الاتفاقيات التي تلتها ومنها اتفاقية فيليب حبيب عام 1982، نفذت حلقات عدة لتصفية المرابطون عسكريا وإبراهيم قليلات سياسيا, لذلك قرر «أبو شاكر» الذهاب خارج لبنان نتيجة الوضع السياسي اللبناني الداخلي غير المستقل عن القوى الدولية والإقليمية.

وقف موقفاً نضالياً مهماً دفاعاً عن قضية فلسطين والمقاومة الفلسطينية في بيروت ولبنان لا سيما في الفترة الممتدة بين أعوام 1975-1982، وتكاد تكون حركة الناصريين المستقلون (المرابطون) هي الحركة البيروتية الوحيدة التي واجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المتحف إلى كورنيش المزرعة.

زادت شهرة إبراهيم قليلات في العام 1982 بعد أن خاضت قوات المرابطون معارك ضارية ضد القوات الصهيونية على مشارف بيروت, مما اضطر آرييل شارون إلى الطلب لمغادرة إبراهيم قليلات وقوات المرابطون الأراضي اللبنانية، وبذلك أكدت بيروت أصالتها ووطنيتها وعروبتها. هذا، وقد اضطر قليلات مغادرة بيروت عام 1985، بعد أن تزايدت المؤامرات ضده وضد خطه الوطني والعربي والقومي، لا سيما بعد تزايد سيطرة الميليشيات والحركات في بيروت الغربية.

قليلات لغة

أما قليلات لغة، فهي اسم لعشيرة عربية مهمة وكبرى من عشائر شبه الجزيرة العربية، ومن عشائر الأردن التي توطنت في لواء السلط. كما أن قليلات اسم قرية من قرى منطقة يافع في اليمن، نسبت إلى عشيرة قليلات. كما أن قليلات لغة تصغير «قلة» أي وعاء الماء، أو تصغير القلا (Koula) وهو لفظ تركي يعني الحصان الأغبس، أو الأبيض المائل للسمرة. كما أن قُلة جمع قلات هي عيدان يلعب بها الأولاد، يجعل في وسطها حبل. وتأتي القُلا (القلّة) بمعنى العالي أو أعلى الجبل أو أعلى الرأس، أو أعلى كل شيء.

أما البالوظة (البالوزة) لغة فهي إحدى المناطق المعروفة في مصر، وهي محافظة في شمالي سيناء. ومن جهة ثانية فإن البالوزة هي إحدى المآكل المصرية التي ما تزال منتشرة حتى اليوم، وهي تحتوي على الدقيق والماء والسكر أو العسل، وهي التي أطلق عليها العرب اسم «الفالوذج» أخذت عن الفرس كما يدل اسمها. أما البالوزة باللغة الفارسية فهي تعني الشيء المعصور، وقد انتشرت هذه الحلوى في بيروت باسم «المهلبية» أو ما شابهها.

والأمر الملاحظ في مصطلح البالوظة (البالوزة) فقد أشار ابن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب، جـ 1، ص 114» من أن البالوزي نسبة إلى منطقة بالوز وهي قرية من قرى نسا، برز منها قديماً الإمام أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز الشيباني النسوي اللوزي، كان إمام عصره في الحديث والفقه، وكان يفتي على مذهبه، توفي عام 303هـ، وقبره بقرية بالوز مشهور.

وقد أوردت صحيفة الحياة (طبعة القاهرة) في 3 آذار (مارس) عام 1996 العدد (12061) ص (22) «... كان لدلتا النيل فرع اختفى الآن هو الفرع البلوظي يمر بين شمال القنطرة وبحيرة المنزلة ليصب في البحر المتوسط عند بلوظة في شمال سيناء شرقي بورسعيد. وسبب التسمية «بلوظة» أو «بالوزة» أن كل هذه المنطقة التي كان يمر بها النهر ما بين شمال القنطرة والبحر المتوسط، كانت عبارة عن أرض طينية رخوة، تكونت من طمي النيل، لا يمكن السكن فيها أو حتى زراعتها...».