اليافي

أسرة اليافي من الأسر البيروتيّة المعروفة، أصلها من مدينة يافا في فلسطين وقيل من دمياط، وقد نبغ منها علماء بينهم العلامة الشاعر محيى الدين بن عمر البكري اليافي، كان مدرساً وإماماً في الجامع العمري الكبير وعضواً في مجلس ولاية بيروت، والعلامة الشاعر الشيخ عمر أبو النصر اليافي الذي منحه السلطان عبد المجيد العثماني أرضاً واسعة في بيروت أقيم عليها مسجد وسوق أبو النصر، ومنهم بديع اليافي أحد مؤسسي جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت عام 1878م، والشيخ عبد الكريم بن عمر أبو النصر اليافي 1863م-1923م هو نجل الشيخ أبو النصر بن الشيخ عمر اليافي، كما وكان الشيخ عمر يٌلقب باسم الشيخ أبو الوفاء قطب الدين عمر بن محمد البكري اليافي، الدمياطي الأصل، اليافي المولد، تتلمذ على شيوخ عصره في فلسطين ومصر، وجال في بلاد الشام والحجاز، له قصائد ورسائل دينيّة عديدة .

أشتغل الشيخ عبد الكريم بالأمور الدينيّة والسياسيّة، وهو صاحب صحيفة الجامعة العُثمانيّة الصادرة في العام 1908م، وقد سبق أن منحه السلطان عبد الحميد الثاني رتبة المشيخة، كما أًصبح نقيباً للأشراف في بيروت، ومنهم الدكتور عبد الله اليافي 1900م- 1986م الذي أصبح نائباً عن بيروت منذ عام 1932م، ثم رئيساً للوزراء عدة مرات في عهد الاستقلال .           

 

والجدير بالذكر أن أسرة اليافي هي شعبتان : الأولى شعبة اليافي، والشعبة الثانيّة أبو النصر اليافي، هما على صلة النسب، ومنهم الشيخ محيى الدين أفندي البكري اليافي 1803-1886م، المعروف بالدمشقي الحنفي، كان عالماً وفقيهاً، ولد في دمشق وتلقى العلم على علمائها ومشايخها، وتوسع في الفقه الحنفيّ، نزل بيروت في عام 1843م، وأقام فيها وتوطنها ثم تولى التعليم، كما تولى منصب الإفتاء والقضاء في بيرو ، وكان موضع ثقة، له العديد من المؤلفات . 

 

تاريخ العائلة و نشأة اللقب " آل اليافي"

يعود نسب آل اليافي إلى سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من الناحية اللغوية يعود لقب آل اليافي نسبة إلى مدينة يافا في فلسطين.

خرج جدود العائلة مهاجرين من مكة المكرمة إلى بلاد المغرب العربي. وانتقل أجداد العائلة مع الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الأندلس.

انتقلت العائلة بعد ذلك واستقرت في دمياط مصر. ومن دمياط انتقل محمد بن محمد بن صالح ( والد عمر) إلى يافا في فلسطين حيث ولد الشيخ عمر عام 1173 هجري الموافق 1759 م.

بدأ الشيخ عمر في طلب العلم في يافا و منها انتقل إلى نابلس ومن ثم تابع إلى مصر حيث درس في الأزهر الشريف ومن ثم انتقل إلى غزة إلى أن وصل دمشق و أخذ عن مشايخها سنة 1198 هجري.

تجول الشيخ عمر في البلاد الشامية و الحجاز ناشراً العلم ومقيماً الأذكار الصوفية.

يعتبر الشيخ عمر اليافي أول من سجلت كتب التاريخ والفقه والشعر نسبه ولقبه ل " آل اليافي" وذلك نسبة لمكان ولادته في يافا فلسطين.

استوطن الشيخ عمر دمشق الشام واتخذ مقراً له في الجامع الأموي يعرف بمشهد اليافي حيث أقام الدروس و الأذكار.

في القرنين التاسع عشر و العشرين انتشر أبناء عائلة اليافي في سورية ( دمشق و حمص) ولبنان ( بيروت و طرابلس) ومصر.

في منتصف القرن التاسع عشر انتقل عبد البديع اليافي إلى جدة و استقر فيها و بذلك أسس فرعاً للعائلة من جديد في  الحجاز/ المملكة العربية السعودية.

ومن الجدير بالذكر أن عائلة أبو النصر في لبنان و فلسطين والمدينة المنورة وعائلة الزهري في حمص ( سورية ) تعودان في نسبيهما إلى آل اليافي، حيث ينتسب آل أبو النصر إلى الشيخ محمد أبو النصر بن عمر اليافي وينتسب آل الزهري إلى الشيخ محمد الزهري بن عمر اليافي.

وقد إشتهر العديد من أفراد هذه الأسرة على إمتداد القرنين الماضيين من أهمهم الشيخ محمد أبو النصر، الشيخ محمد الزهري، الشيخ محي الدين، الشيخ سعد الدين بن محي الدين، الشيخ عبد الكريم بن محمد أبو النصر(نقيب الأشراف ببيروت)،فريد باشا بن سعد الدين، الشيخ أبو السعود، والرئيس عبد الله اليافي، وغيرهم.

المراجع:

1.   شهادة نقيب أشراف دمشق.

2.   سجلات المحكمة الشرعية في بيروت / د. حسان الحلاق ص 71/ 1987.

3.   مجموع الزركلي / المكتبة الظاهرية رقم مسلسل 1304.

//-->