توما

من الأسر المسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والشاميّة، تعود بجذورها إلى الأُسر العربيّة التي توطنت في بلاد الشام، وفي مناطق عديدة في بيروت وجبل لبنان وجنوب لبنان، وهي بفروعها العديدة تنتسب إلى طوائف أو مذاهب مسيحيّة.

تحدث إنجيل يوحنا عن توما في عدة مناسبات، فعندما مات لعازر طلب التلاميذ من يسوع بأن لايذهب إلى اليهودية إلى قرية لعازر لأن اليهود كانوا يريدون قتله هناك، ولكن يسوع كان مصرا على الذهاب ليقيم صديقه من الموت فكان لتوما الكلمة الفصل بين التلاميذ عندما قال لهم (لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضاً لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ)، بعض اللاهوتيين يرجعون فكرة بولس الرسول "الموت مع المسيح" إلى مقولة توما.

وقد كان توما أيضا من بين التلاميذ الذين حاوروا يسوع أثناء العشاء الأخير، حين أخبر يسوع الرسل عن أنه سوف ينصرف عنهم وهم يعلمون أن سيذهب عندها احتج توما بانهم لايعرفون شيئا على الإطلاق فرد عليه يسوع بإسلوب لاهوتي عميق عن العلاقة الفائقة التي تربطه بالله الآب.

أما أبرز الأحداث التي ارتبطت بتوما في إنجيل يوحنا هي تلك التي بدأت بعد قيامة يسوع من بين الأموات، حيث زار يسوع تلاميذه وهم مجتمعون في العليَّة ولم يكن توما معهم، وعندما حدّث الرسل توما عن تلك الزيارة لم يصدقهم وشك في حقيقة قيامة المسيح وقال (إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ) ، لذلك وبعد ثمانية أيام ظهر يسوع لتلاميذه مرة أخرى وهذه المرة كان توما معهم فقال له (هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً) أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُمْ : ((رَبِّي وَإِلَهِي!)).، عندها اعطى يسوع تطويبته الشهيرة (لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا) . وبسبب هذه القصة يضرب المثل بين المسيحيين بشك توما. اما آخر ظهور لتوما في إنجيل يوحنا فكان عند التقاء يسوع بمجموعة من تلاميذه عند شاطئ بحيرة طبرية.

عُرف من الأسرة في التاريخ القديم توما الأكويني (راهب دومينيكاني) (بالإيطالية: Tommaso d'Aquino) (1225 - 1274) قسيس وقديس كاثوليكي إيطالي من الرهبانية الدومينيكانية، وفيلسوف ولاهوتي مؤثر ضمن تقليد الفلسفة المدرسية. أحد معلمي الكنيسة الثلاثة والثلاثين، ويعرف بالعالم الملائكي (Doctor Angelicus) والعالم المحيط (Doctor Universalis). عادة ما يُشار إليه باسم توما، والأكويني نسبته إلى محل إقامته في أكوين. كان أحد الشخصيات المؤثرة في مذهب اللاهوت الطبيعي، وهو أبو المدرسة التوماوية في الفلسفة واللاهوت. تأثيره واسع على الفلسفة الغربية، وكثيرٌ من أفكار الفلسفة الغربية الحديثة إما ثورة ضد أفكاره أو اتفاقٌ معها، خصوصاً في مسائل الأخلاق والقانون الطبيعي ونظرية السياسة، يعتبره العديد من المسيحيين فيلسوف الكنيسة الأعظم لذلك تُسمى باسمه العديد من المؤسسات التعليمية.

عُرف من الأُسرة في العهد العثماني بطرس توما أحد ثوار الزعيم اللبناني يوسف بك كرم ــ 1822/1889م ــ، والسادة: جرجس توما، ناصيف توما، نقولا ويعقوب توما، شاهين، ميخايل، والمهاجر الطبيب الدكتور منير توما وساهم الكثير.

وعُرف من الأسرة في بيروت في التاريخ الحديث والمعاصر، السادة إبراهيم حبيب، إدغار، إدمون طنوس، الطبيب الدكتور أمين بطرس، نجيب نعمة، نعمة إلياس، نقولا بشارة توما وسواهم الكثير.

والجدير بالذكر أن منطقة الطريق الجديدة في بيروت شهدت منذ بداية الأستقلال عام 1943م العديد من الأسر المسيحيّة منها توما الأرثوذكسية، وقد عرف من الأسرة والد الأسرة أبو جبران، وأولاده جبران، إلياس، جورج، حنة، جورجيت مارلين، وأستمرت الأسرة مستوطنة في المنطقة حتى بداية أحداث عام 1975م.

وتوما لغة وإصطلاحاً هو أسم القديس الراهب توما الأكويني الإيطالي، وقد تأتي توما من التوم وهو (وهو غير الثوم) بمعنى لابس القلادة في أذنه، أو حامل القرط، كما تأتي بمعنى قطعة الفضة الشبيهة بالدرة، وقد أستخدم العرب القدامى هذا اللفظ، وأنتشر في جميع اللغات السامية.