كبريت

ينسبون للإمام علي رضي الله عنه.. ثوار حق أضاؤوا دروب العلماء والفقهاء

من الأسر الإسلامية البيروتية والصيداوية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام ومصر. وهي أسرة منسوبة إلى آل البيت النبوي لا سيما إلى الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عته). وقد توطنت الأسرة لقرون عديدة في العراق وبلاد الشام ومن بينها يافا ودمشق وحلب وحمص، ومصر، والمغرب العربي ومن ثم بيروت وصيدا. كما شهدت المدينة المنورة أسرة كبريت، وقد برز منها العديد من العلماء والفقهاء يأتي في مقدمتهم الأديب والرحالة محمد بن عبد الله كبريت (ت 1660م) ولد وتوفي في المدينة المنورة. من مؤلفاته «رحلة الشتاء والصيف» كتبها بعد سفره إلى بلاد الروم. وله كتاب «نصرٌ من الله وفتح قريب» (المنجد في اللغة والإعلام ص 584). اشتهر عن الأسرة الأقدام وقول كلمة الحق، فضلاً عن الرباط والعلم.

ولا بد من الإشارة إلى وجود أسرة كبيرة في يافا تحمل اسم كبريت، ومنطقة بأكملها تحمل اسم كبريت في العراق، ويوجد في ليبيا مطار باسم منطقة كبريت، وفي المغرب توجد قرية كبريت، ووجد في مصر عائلة كبرى باسم كبريت منها بطل مصر في الملاكمة عام 1967 محمد كبريت. وفي ميناء بيروت عرف مرفأ باسم مرفأ عيسى كبريت وكان لجد آل كبريت في القرن العشرين عدة سفن تجارية تعمل بين بيروت ومرسيليا.

برز من أسرة كبريت في التاريخ الحديث والمعاصر المرحوم محمد سليم كبريت أمين سر نقابة تجار الخضار والفاكهة، وقائد موقع بيروت في حزب النجادة، وكان خطيباً مفوهاً في احتفالات حزب النجادة وجمعية الشبان المسلمين. وكان يعتبر أحد الوجود البيروتية الوطنية، نظراً لإسهاماته السياسية والوطنية والاجتماعية. كما برز أولاده السادة: سليم كبريت أحد المدراء السابقين لغرفة التجارة والصناعة في بيروت، والأستاذ الجامعي الدكتور سمير محمد سليم كبريت والمهندسون: سميح محمد، جمال محمد، زكريا محمد كبريت، وهم المسؤولون مباشرة عن ترميم الآثار الإسلامية في دمشق لا سيما المسجد الأموي. كما برز شقيقهم المرحوم الأستاذ الجامعي الدكتور سميح كبريت أستاذ في الهندسة الزراعية في الجامعة اللبنانية. كما عرف السيد رضا طه كبريت رئيس موظفي الجامعة الأميركية، وشقيقه السيد عدنان كبريت. كما عرف الممثل المسرحي رضا أحمد عبد الرحمن كبريت، أحمد مصطفى، أسامة، باسم، توفيق، حسن حسن كبريت، حسن سليم، سالم مصطفى، سامي محمد، سعد الدين، سعيد محمد، والطبيب الدكتور سليم كبريت، سمير، صلاح أحمد، عبد السلام، عدنان، محمد، محمود، محيي الدين، مصطفى عبد الرحمن، ناجي، نزار، يحيى محمد كبريت. كما برز من الأسرة الطبيب الدكتور طلال حسن كبريت المقيم في إيطاليا، والصيدلي محمد بن الدكتور سمير كبريت.

أما كبريت لغة فهي المادة النارية التي تستخدم في تصنيع وإعداد عيدان الثقاب، وقد أعطي لقب كبريت منذ العصور العربية والإسلامية الأولى لهذه الأسرة، لأن أحد أجدادها كان يثور باستمرار من أجل كلمة الحق، فشُبه بالكبريت،ثم ما يلبث أن يهدأ بعد هذه الثورة بسبب نقاء قلبه، كما لقب بالكبريت لإنارته درب العلماء وطلاب العلم. هذا وقد وصلني من الدكتور سمير كبريت بتاريخ 23/2/2009 المعلومات التالية:

جدّ الأسرة: الشريف السيد محمد بن شمس الدين، الملقب كبريت، الحسيني المدني (1012-1070هـ):

هو محمد بن عبد الله بن محمد بن شمس الدين، وينتهي نسبه إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).

ولد في المدينة المنورة سنة 1012هـ، وفيها نشأ وتربى وتلقى علومه الأولية في حلقات المسجد النبوي الشريف، وكان فقيهاً في العلوم الشرعية والأدبية، مولعاً بالتاريخ والسير، وميالاً إلى الأدب. وقد لقب «كبريت» لتفرده في العلوم والأدب، والكبريت في اللغة هو الياقوت الأحمر أو الذهب الأحمر. وقد توفي في المدينة المنورة سنة 1070هـ ودفن بالبقيع. له مؤلفات عديدة مشهورة، منها «رحلة الشتاء والصيف» و»نصر من الله وفتح قريب».

وأسرة كبريت هي إحدى الأسر الست التي أسند إليها شرف الإشراف على مرفأ بيروت في عهد الخلافة العثمانية حتى عهد استقلال لبنان.

أشهر أجداد الأسرة من القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا:

- عيسى كبريت، سليم محمد كبريت، عبد الرحمن مصطفى كبريت، أمين كبريت وإبراهيم كبريت.

والجدير ذكره أن سليم محمد كبريت كان يقطن في دار آل كبريت في بيروت القديمة ضمن السور قرب بوابة يعقوب إحدى بوابات بيروت السبع، وقد أنجب عدداً من الأولاد، من أشهرهم محمد سليم كبريت (توفي سنة 1988م) عن عمر يناهز 84 سنة قضاها في خدمة الشأن العام ومقاومة الاستعمار الفرنسي. وكان من رجالات بيروت الكبار المعروفين والذين تبوأوا مراكز مهمة في بيروت، منها: قائد موقع بيروت في حزب النجادة، أحد مسؤولي جمعية الشبان المسلمين، أمين سر جمعية العمل الخيري في البسطا التحتا، أمين سر نقابة تجار الخضار والفواكه بالجملة.

وكان شاعراً مقلاً وخطيباً مفوّهاً وسياسياً جريئاً، وقد أنجب عدداً من الأولاد اشتهر منهم: سليم: أحد كبار موظفي غرفة التجارة والصناعة في بيروت، وسمير: أستاذ مساعد (دكتور) ومؤلف وباحث في اللغة العربية وآدابها، وسميح: دراسات عليا في الهندسة الزراعية، له نشاط سياسي واقتصادي، وزكريا: مهندس معماري، مختص في البحث والتأليف وترميم المعالم الإسلامية، وجمال: مهندس مدني، مختص في البحث والتأليف وترميم المعالم الإسلامية.

والجدير بالذكر أن إبراهيم كبريت كان له ولدان: حسن  (الملقب بالبحصلي)، وله ابنة متأهلة من فؤاد البحصلي أمين عام جمعية تجار بيروت، ثريا كبريت، زوجة يوسف البحصلي أحد كبار تجار بيروت.

ومن نافلة القول، إن حسن كبريت (الملقب بالبحصلي) كان يتمتع بالأخلاقية الرفيعة، والأدب الجم، والسياسة الحكيمة، والرأي الراجح، والتفاني في خدمة المجتمع، مما أهّله ليكون مقصداً للسياسيين والشخصيات والجمعيات البيروتية والصروح الثقافية، علماً بأنه كان نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت.

ومن الشخصيات السياسية والأدبية المعروفة، رضا بن طه كبريت، رئيس نقابة موظفي ومستخدمي الجامعة الأميركية في بيروت، وأحد ممثلي المسرح اللبناني، وصاحب المواقف الوطنية.

وآل كبريت منتشرون في بيروت، وصيدا، والموصل، وحمص، ودمشق، وحيفا، ويافا والقدس، حيث عرف أهم برج في أسوارها القديمة باسم «برج كبريت»، ولهم انتشار في مصر والأردن.

 

//-->