آل عاقل

 

أصحاب دور سياسي وعسكري في المقاطعات اللبنانية والشامية

 

من الأسر الإسلامية الدرزية البيروتية واللبنانية والعربية. وهي تعود بجذورها وأصولها إلى القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية لا سيما إلى قبيلة عاقل، وقد أطلق على جبل في نجد اسم جبل عاقل. وكان انتماء هذه القبيلة عبر العصور إلى القيسية، وتفرع فرع منها في جبل لبنان إلى اليمنية. ومما يلاحظ أن هذه القبيلة التي أسهمت في الفتوحات العربية لبلاد الشام، تزعمها في تاريخها الأول أحد أبنائها الأمير علي بن يحتر، لذا فقد عرفت أيضاً بالأمراء التنوخيين أو البحتريين الذين تولوا الإمارة في بعض المناطق الساحلية والجبلية المتاخمة لبيروت مثل عرمون الشوف.

والحقيقة فقد قامت الأسرة التنوخية والبحترية بدور سياسي وعسكري بارز في المقاطعات اللبنانية والشامية، عرف منها في العصور الوسطى الأمراء: علي، صالح، يوسف، كرامة، الحسين، موسى، مفرج، محمد، أحمد، خليل، حسن، ناهض الدين، خليل، وسواهم من أمراء. وكان انقسام هذه الأسرة إلى القيسية واليمنية حوالى عام 1301م. وقد أسهمت اليمنية إلى جانب المماليك في معركة مرج دابق عام 1516م ضد العثمانيين، مما دعا الدولة العثمانية فيما بعد، لا سيما بعد انتصارها على المماليك إلى محاربة اليمنية من آل عاقل، واعتقال الأمير شرف الدين يحيى التنوخي.

ومن الأهمية بمكان القول، أن أسرة عاقل التنوخية البحترية فرع اليمنية، ظلت مناهضة للسلطة العثمانية وللأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير لا سيما عام 1618م، الأمر الذي دعا المعنيين إلى قتل الأمير مذحج علم الدين التنوخي فتفرق أتباعه، وصودرت أملاكه. وقد مات تاركاً ثلاثة أولاد هم الأمراء: يوسف، عز الدين، ويحيى الذي كان يلقب بالعاقل على ما جاء في كتاب المؤرخ البيروتي الدكتور سليم هشي «دروز بيروت» ص (156). وابتداءً من هذه الفترة التاريخية لقب فرع من التنوخيين بآل العاقل، لأن الأمير يحيى التنوخي كان عاقلاً وجسوراً وحكيماً.

ومما يذكر في تاريخ الأسرة أنه في عام 1633، عمدت جماعة من أعداء آل العاقل بقتل الأمراء يحيى العاقل ومحمود، وناصر الدين، وسيف الدين وأطفالهم. وذلك في منطقة عبيه. ونتيجة لهذه الحادثة فقد تفرقت الأسرة ونزحت إلى عدة مناطق منها على سبيل المثال: جبل الدروز وشفا عمرو في فلسطين، وبيروت، حيث وصل الأمير سعد الدين بن سليمان العاقل إلى منطقة القنطاري قرب منطقة الصنائع التي كانت تعرف في العهد العثماني باسم «حي الرمال». وما هي إلا سنوات حتى أصبح آل العاقل من أهم الملاكين في بيروت، حيث تملكوا أراضٍ امتدت من منطقة القنطاري إلى الوتوات فعين المريسة فكرم الدهان في المنطقة، واشتغلوا بالتجارة والزراعة، وتملكوا سبع نواعير، وعشرين بئراً من الآبار التي اعتمد عليها البيارتة لعقود طويلة من الزمن. وقد عرفت محلة باسم محلة بركة العقال في مزرعة رأس بيروت استناداً إلى سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل 1281-1282هـ ص (135).

برز من أسرة العاقل في العهد العثماني الجد الأعلى للأسرة الأمير علي بن بحتر التنوخي، والأمير علي، والأمير يحيى العاقل، وعرف منها أيضاً السادة الأمراء: سعد الدين، وأولاده الأمراء: حسن، محمود، علي، حسين، إبراهيم، سليمان، سعيد، خليل، شاهين، محمد، مصطفى، مصباح، عبد الله، سليم، فاروق، غازي، كمال، مصباح، سمير، عبد الله، أمين، عبيدو وسواهم الكثير.

وعرف من أسرة العاقل حديثاً السادة الأمراء: إبراهيم حسين، اسكندر، أمين، خليل محمد، رمزي، سليم، سمير، سهيل، صبحي، غازي، الدكتور فاخر عاقل، فاروق، محمد حسين، محمد عادل، مصباح وسواهم. هذا، وقد اشتهر بعض أفراد من آل عاقل في عين المريسة بالطب العربي. ومما يلاحظ أيضاً وجود فرعٍ مسيحي من آل العاقل عرف منهم السادة: أمين الياس، إيليان جورج، رجا حنا روفايل، فهد متري، كلود، مارسيل انطون، متري وسواهم.

والعاقل لغة صفة للرجل العاقل المتزن الذي يمثل عند العرب وجاهة ومرجعية لبت العديد من الأمور العالقة.

//--