آل عبد الخالق

 

فرع منهم اعتنق عقيدة التوحيد الدرزية

 

من الأسر الإسلامية الدرزية البيروتية واللبنانية والعربية، وهي من جذور عربية من قبيلة بني خميس الشهيرة. وبالرغم من أن هذه القبيلة شاركت في الفتوحات العربية الأولى لمصر وبلاد الشام، غير أن مجموعة كبرى من أفراد القبيلة هاجرت من شبه الجزيرة العربية حوالى القرن الثامن الميلادي إلى خارج بلادهم الأصلية، واستقروا في بلاد الشام حوالى القرن التاسع الميلادي وفي هذه البلاد اعتنق فرع من آل عبد الخالق العقيدة الدرزية، فتوطنوا في البقاع والشوف وجبل لبنان لا سيما مناطق مجدل بعنا، شارون، ثم نزح فرع من الأسرة إلى منطقة الشويفات ومن ثم بيروت عام 1711م فأقاموا في البدء في منطقة كركول الدروز، ثم انتشروا في مناطق رأس بيروت والحمراء وساقية الجنزير والقنطاري وسواها.

وكان الشيخ خطار عبد الخالق أول المتوطنين في بيروت المحروسة منذ العهد العثماني، وقد أنجب فيها ولده حسين الذي أنجب بدوره: شفيق ومحمود وعلي. ومن ذريته وأحفاده الشيخ عبد الخالق الذي كان رجلاً ورعاً وتقياً، حرص على إِقامة «خلوة» في بيروت لجمع شمل أبناء الطائفة من البيارتة الدروز. كما برز ابنه الشيخ خطار عبد الخالق الثاني الذي كان شيخاً جليلاً تقياً ورعاً.

استطاع مشايخ عبد الخالق في بيروت المحروسة أن يكونوا موقعاً دينياً واجتماعياً ومالياً على غاية من الأهمية. كما ارتبط تاريخهم بمأثرة خيرية ودينية تتمثل بمكرمة الشيخ الجليل خطار عبد الخالق الذي وهب دروز بيروت في مطلع عام 1830 مساحات شاسعة من أراضيه في محلة رمل الظريف (محلة الرمال كما كانت تسمى) لجعلها جبانة لأبناء الطائفة الدرزية وهي المعروفة اليوم بتربة الدروز أو تلة الدروز بالقرب من منطقة عائشة بكار، وهي التي دفن فيها أيضاً عامي 1915-1916 شهداء بيروت الذين أعدموا على يد القائد العثماني أحمد جمال باشا. وباتت هذه الأراضي الشاسعة المخصصة للتربة وقفاً درزياً خيرياً عاماً لأبناء الطائفة.

كما تميز مشايخ عبد الخالق في بيروت، بأن منازلهم كانت مفتوحة مضافة سواء لشيوخ عقل الطائفة ولأجاويدها ومشايخها، أو لأبناء الطائفة الدرزية سواء من البيارتة أو القادمين من جبل العرب أو من الشوف وجبل لبنان أو من أية منطقة أخرى.

هذا، وأن البيارتة من مختلف الطوائف المقيمة في منطقة رأس بيروت وضواحيها، يقدرون مآثر أسرة عبد الخالق في أعمال الخير والبر والعطاء.

برز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: الوزير محمود عبد الخالق أحد قادة الحزب القومي السوري الاجتماعي، والعميد مالك عبد الخالق قائد سرية بيروت الأولى، ونعيم فارس عبد الخالق المفتش العام المركزي، وسلمان عبد الخالق مدير الأوقاف الدرزية السابق، والطبيب الدكتور أنور عبد الخالق.

كما برز السادة المشايخ: أسعد، أمين، أنور، أنيس، بسام، توفيق، جميل، جهاد، شفيق، شوقي، عارف، عبد الخالق، عمر، فادي، فايز، فؤاد، مالك، محمد، محمود، مروان، نايف، نبيه، نعيم، وليد، يوسف عبد الخالق وسواهم.

وعبد الخالق لغة هي في الأصل إحدى قبائل بني خميس العربية، وهي تعني العابد للخالق لله تعالى، مثل بقية أسماء العبادة المرتبطة بأسماء الله الحسنى مثل: عبد الله، عبد الرحيم، عبد القادر، وسواها من أسماء.

 

//-->