آل التّل

من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة والطرابلسيّة والسوريّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق.

ويشير إبن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» إلى موضع تل ماسح، ويُنسب إليه الرواي المحدّث القاسم بن عبد الله المكفوف التّلي، ومنها موضع التّل من أعمال حرّان، ينسب إليه منصور بن إسماعيل التّلي الحراني، ومنها موضع تل محرى من أعمال البليخ، ينسب إليه أيوب بن سليمان الأسدي، ويظن إبن الأثير أنه من نواحي الرقة. وأضاف إبن الأثير عدة علماء حملوا اسم التّل أو التّلي، منهم: المحدّث أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن الزبير التّلي الأسدي المعروف بابن التّل الكوفي، حدّث في بغداد، وقد روى عنه البخاري، وقد توفي في شوال عام 250 للهجرة.

ويشير قاموس «ألمنجد في الأعلام»، إلى مناطق عديدة حملت اسم «تل»، منها: تل إبراهيم في العراق، تل أبيب «تل الربيع» في فلسطين المحتّلة، تل أبيض في سوريا، تل أجرب في العراق، تل أحمر في سوريا، تل الأحمير في سوريا، تل أربجية في العراق، تل أسمر في بغداد، تل أغرب في العراق، تل باشر بين عينتاب وحلب، تل بسطة قرب الزقازيق في مصر، تل بيلا في الموصل، تل الحريري شمال أبو كمال في سوريا، تل حسونة في العراق، تل حلف في سوريا، تل رفعت في سوريا، تل رميلان في العراق، تل السلطان قرب أريحا في فلسطين المحتّلة، تل العبيد في العراق، تلعفر في العاق، تل العقر في العراق، تل العمارنة في مصر في أسيوط، التّل الكبير في الإسماعيليّة في مصر، تل كلخ في حمص في سوريا، تل لحم قرب الناصرية في العراق وسواها، لذلك، فإن أسرة التّل والتّلي من الأسر المنتشرة في الكثير من المناطق العربية.

ولا بد من الإشارة إلى أن لبنان شهد أيضاً مناطق حملت اسم التّل، منها منطقة التّل في طرابلس، لهذا شهدت وثائق وسجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت في القرن التاسع عشر، لا سيما السجل  1259هـ / 1843م ، بعض أفراد من آل التّل أو التّلي، منهم السيد عمر أفندي التّلي الطرابلسي، وكان مقيماً في بيروت المحروسة.

لهذا فإن الأسرة في بيروت قد انقسمت فيما بعد إلى أُسرتي التّل والطرابلسي، لا سيما عند الإحصاء السكاني الرسمي عام 1932م، غير أن بيروت عرفت الكثير من العائلات الأخرى حملت أيضاً اسم «الطرابلسي»، كما عُثر على وثيقة من سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت تعود لعام 1259هـ / 1843م، - السجل 1259هـ ، ص 24 - يشير إلى أسرة التّل وإلى بستان التّل الكائن بحي عين الباشورة، مما يشير إلى وجود العائلة في بيروت منذ القرن التاسع عشر على الاقل.

عُرف من أسرة التّل في بيروت المحامي محمد علي التّل، والسادة إبراهيم، أحمد إبراهيم، أحمد توفيق، توفيق محمد، جمال خليل، سمير محيى الدين، فراس مصطفى مصطفى عبد القادر، هشام خليل، وفيق منيب التّل وسواهم.

هذا، وقد شهدت بيروت وطرابلس وسوريا والأردن وفلسطين ومصر والعراق وسواها عائلات حملت لقب «التّل» أو«التّلي» و«التّلة».

كما شهدت الأردن تحديداً رئيس الوزراء الأردني الأسبق وصفي التّل، والمفكر الأردني عبد الله التّل صاحب مؤلفات عديدة، منها كتاب «خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية» الصادر في القاهرة عام 1965م.

 

والتّل لغةّ وإصطلاحاً مصطلح أطلقه العرب على المنطقة الرملية المرتفعة، فتعرف باسم التّل أو التّلة، وقد عرفت بيروت عدة مناطق رملية منذ العهد العثماني، ثم بدأت تندثر تباعاً مع التطور العمراني، منها تلة الأيتام، تلة زريق، تلة الخياط، رمل الظريف، رمل الزيدانية، الرملة البيضاء، حي الرمل «الطريق الجديدة» حالياً وسواها.

ساحة التّل في فيحاء الشمال طرابلس