آل قباني

العائلة التي ملكت اراضي وادي القباني 

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، المنسوبة لآل البيت الشريف. تعود بجذورها إلى القبائل العربية الشريفة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي. وقد عرف منها جدها الأعلى السيد علي القباني بن السيد أحمد بن الحسين بن إسماعيل بن محسن بن إسماعيل بن موسى بن أبي الحسن علي بن موسى بن إسماعيل الأول ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهم أجمعين. وبذلك تعتبر أسرة القباني من الأسر المنسوبة الشريفة وتعود بجذورها إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما حسبما جاء في كتاب «جامع الدُرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية» ص (269-270).

برز من أسرة القباني استناداً إلى ابن الأثير في كتابه «اللُباب في تهذيب الأنساب» جـ3، ص (12) أبو علي الحسين بن محمد بن زياد القباني الحافظ أحد أركان الحديث، له العديد من التصانيف والمؤلفات، وهو أحد رواة الحديث الشريف، كما روي عنه. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين للهجرة، وأيضاً السيد عثمان القباني ابن السيد أحمد بن يحيى الملاح بن شهاب الدين. كما برز الأمير محمد بن أبي البركات محمد بن الحسين بن زيد القباني أمير الكوفة، وابنه الأمير أحمد القباني ابن أمير الحاج محمد ابن أمير الكوفة، وجميع هؤلاء يعودون بنسبهم إلى الإمام زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهما. كما تولى بعض أفراد الأسرة نقابة السادة الأشراف في الموصل. كما أسهم قادة وأمراء الأسرة في الدفاع عن الديار الإسلامية لا سيما في عهد الملك الناصر لدين الله السلطان صلاح الدين الأيوبي.

ونظراً لانتشار آل القباني من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى الولايات العربية المتعددة، فقد انقسمت الأسرة إلى عدة فروع وشعب منها حسب سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، واستناداً إلى المصادر الموثوقة.

1- القباني المصري المعروف باسم «أبي فروة».

2- القباني الدمشقي.

3- القباني العراقي.

4- القباني الحجازي.

5- القباني المغربي.

6- القباني الجبيلي.

7- قريعة قباني.

 8- قباني الأذربيجاني، وقد أشار الباحث زهير فتح الله في كتابه «الشاعر المفتي عبد اللطيف فتح الله» ص (44) بيروت 1994 إلى القاضي والمؤرخ فتح الله بن علوان بن بشارة الكعبي القباني (1080هـ) وهو من منطقة قبان باذربيجيان.

وقد روى صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، من أن والده من أصل دمشقي، وقد كتب على هوية والده القديمة «الشيخ راغب رضا القباني الدمشقي».

هذا، وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل 1259هـ إلى العديد من آل قباني البيارتة نذكر منهم على سبيل المثال السادة: أحمد بن حسين القباني صاحب الأوقاف المشهورة في بيروت، حسين القباني، خضر ابن الحاج مصطفى آغا القباني، شقيق الشيخ عبد القادر القباني، سعد الدين آغا القباني، عبد الرحمن بن محمد القباني، محمد القباني، محمد علي بن أحمد القباني، محمد بن عبد القادر القباني، محمد ناصر القباني، الشيخ مصطفى بن عبد الفتاح القباني المصري، غير أن أشهر شخصية من آل القباني في العهد العثماني، فهو السيد مصطفى آغا بن السيد عبد الغني القباني القائد العسكري لدى والي عكا عبد الله باشا. نفاه إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر إلى جزيرة قبرص لأنه رفض محاربة الجيش العثماني، ولم يرجع منها إلى بيروت المحروسة إلا عام 1840، وذلك بعد انسحاب الجيش المصري من بلاد الشام.

العلّامة الشيخ عبد القادر قباني:

برز نجله العلامة الشيخ عبد القادر قباني (1848-1935) أحد أهم أعلام بيروت والولايات العربية في العهد العثماني. من أهم إنجازاته التربوية تأسيسه ورئاسته لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت في غرة شعبان عام 1295هـ-تموز 1878م. وكان عضواً في جمعية الفنون، وصاحب صحيفة «ثمرات الفنون». كما شجع عبر صحيفته على إنشاء خط سكة حديد الحجاز لتسهيل سبل الحجاج إلى الأراضي المقدسة. كما أشرف على تأسيس المدرسة السلطانية المعروفة اليوم بكلية البنات المقاصدية.

في عام 1880 انتخب الشيخ عبد القادر قباني عضواً لمجلس إدارة لواء بيروت، وفي عام 1888 عيّن عضواً في محكمة الاستئناف في ولاية بيروت. وفي عام 1898 أصبح رئيساً لبلدية بيروت ولسنوات عديدة، وفي هذه الفترة زار الإمبراطور غليوم الثاني ملك ألمانيا بيروت وبلاد الشام، كما أصدر السلطان العثماني فرماناً بإسناد مديرية معارف بيروت إلى سماحته. وكان له الفضل مع مجموعة من الخيّرين في بناء مباني الصنائع (مكتب الصنائع والتجارة الحميدي) وإقامة حديقة الصنائع، ومن إنجازاته إقامة برج الساعة الحميدية قرب السراي الكبير، وإقامة السبيل الحميدي، وشق الطرق الجديدة، وسواها من إنجازات على غاية من الأهمية أطلقت بلدية بيروت اسمه على شارع مهم في بيروت. كما أطلقت جمعية المقاصد اسمه على ثانوية في منطقة برج أبي حيدر.

في عهد الانتداب الفرنسي أصبح الشيخ عبد القادر قباني مديراً عاماً للأوقاف الإسلامية. ونظراً لعطاءاته وتضحياته، فقد نال عدة أوسمة منها: الوسام المجيدي، الوسام العثماني وسواهما. في آب من عام 1935 انتقل إلى رحمة الله عز وجل، وقد شيعته بيروت حكومة وشعباً تقديراً لمواقفه ولعلمه ولعطاءاته. وقد دفن في جبانة الباشورة.

بلدية بيروت المحروسة في عهد الشيخ عبد القادر قباني

شهدت بلدية بيروت المحروسة في عهد الشيخ عبد القادر قباني تطوراً بارزاً في مختلف الميادين الإنمائية والعمرانية، لا سيما وأن البلدية في العهد العثماني كانت تمثل «حكومة بيروت المحروسة» التي كانت تتعاون مع والي بيروت من أجل المحروسة، وفضلاً عن ذلك، فقد لقي رئيس البلدية دعماً واضحاً من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1876-1909)، وقد قابله رئيس البلدية وداً بود. وفيما يلي نماذج من الإسهامات والإنجازات البلدية في ضوء وثائقها ومحاضر جلساتها التي تنشر للمرة الأولى:

عقد المجلس البلدي لمدينة بيروت المحروسة جلسة يوم الخميس في 2 مارس 1316-1900م برئاسة الشيخ عبد القادر قباني، وحضر من الأعضاء: سليم أفندي البواب، وسليم أفندي الداعوق، ومصطفى أفندي الغندور، ونعمه أفندي زخريا، ونقولا أفندي عجوري، وجورجي بك رزق الله، وحبيب أفندي بوزُي، ومحمد خير بك اياس، ومحمد مصطفى أفندي بيهم. (جلسة المجلس البلدي لمدينة بيروت، 2 مارس 1316، ص 1. لا بد من الإشارة إلى أن بعض مجلدات محاضر المجلس البلدي هي بدون ترقيم، فعمدت إلى ترقيم المجلدات الأصلية. كما أن المجلس البلدي اعتمد في تدوين محاضر جلساته تاريخ السنة الهجرية والسنة المالية، وقلما اعتمد التدوين في العهد العثماني بتاريخ السنة الميلادية).

ومن الأمور التي عالجها المجلس البلدي استناداً إلى محضر الجلسة:

1- حضر إلى دائرة مجلس البلدية يوم تاريخه من باعة لحوم البقر: عثمان رمضان، وسليم ويوسف خليفة، وسليم ريشه، وصار مذاكرتهم بخصوص الإذعان لدفع خمس بارات عن كل اقة لحم بقر رسم دباغة، وحيث أصروا على الامتناع صار التنبيه عليهم بأنه غير مرخص لهم ذبح البقر، إلا أن دفعوا الرسم المذكور، ومن امتنع يصير مصادرة اللحم خاصة للمحافظة على رسوم البلدية، وعليه تقرر قيد ذلك في جريدة قرارات المجلس.

2- تقرر أن يصرف إلى شركة الغاز ثمانية عشر فرنك أجرة تصليح قنديل وقونسول وأجرة إرجاعهما على زاوية ملك الخواجة يوسف بسول في محلة رأس بيروت.

3- تقرر أن يصرف إلى وكيل خرج المستشفى البلدي ماية وتسعون غرش وخمس بارات عملة دارجة ثمن تنكة السمن المأخوذة إلى المستشفى المذكور معرفة القومسيون المخصوص ليسلم المبلغ المار ذكره إلى أصحابه.

4- صار المذاكرة بخصوص فتح وتوسيع طريق النورية، وصار مطالعة الاستدعاء المتقدم من الست ماري قرينة القونت [الكونت] انطون طرَزي تاريخ 28 شباط سنة 1315 المحول من جانب مقام الولاية الجليلة، وبما أن الست المومى إليها تدعي مغدوريتها من جهة الشرفية المقرر استيفائها عن العقار خاصتها البالغ واحد وعشرين ألف وتسعماية واثني عشر غرش، فلأجل إعادة الكشف، وإعطاء تقرير موضح بذلك، تقرر تعيين كل من رفعتلو محمد خير بك اياس، وسليم بك الداعوق، وجورجي بك رزق الله، ونعمه أفندي زخريا ومهندس البلدية، ومع عزتلو بشاره أفندي مهندس النافعة، وأن يعرض عن ذلك لجانب الولاية الجليلة لأجل تعيين عضوين من مجلس إدارة الولاية ليذهبا مع الهيئة المذكورة، لإعطاء تقرير بذلك.

5- تلي تقرير رفعتلو الحاج سليم أفندي البواب تاريخ 2 مارس سنة 1316 بخصوص إجارة الدكاكين بطريق النورية الجديدة على أيام متقطعة، وأن المبلغ المجموع هو أربعماية واثنين وثمانين غرشاً عملة صاغ، فتقرر قيد ذلك إيراد في الصندوق البلدي. ويلي ذلك تواقيع رئيس وأعضاء المجلس البلدي.

هذا، وقد حرص المجلس البلدي في بيروت المحروسة في عهد رئيسه الشيخ عبد القادر قباني على الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية والصحية وإنشاء الخسته خانة، ومحاربة الغلاء وتوفير السلع الغذائية للمواطنين لا سيما الطحين، وإيجاد الحلول لمشكلتي المياه والإنارة وتوسيع الشوارع من دون اهدار حقوق أصحاب العقارات، وإنشاء البنية التحتية وضبط واردات الخزينة البلدية ومصاريفها وضبط أسعار السلع..

ومما يلاحظ، طيلة العهد العثماني والعهد الفرنسي وعهود الاستقلال، أن البيارتة كانوا - وما يزالون – يعانون من مشكلة المياه والكهرباء على السواء. لذلك، فقد كانت مشكلة المياه تثار بين فترة وأخرى في جلسات المجلس البلدي لمدينة بيروت المحروسة. ففي جلسة يوم الخميس 22 مارس 1317، والتي عقدت برئاسة عبد القادر أفندي قباني وحضور الأعضاء: سليم بك الداعوق، ومحمد خير اياس، وإبراهيم بك الأسود، والحاج مصطفى الغندور، ونقولا أفندي عجوري، ومحمد مصطفى أفندي بيهم، تلي تحرير مدير شركة المياه الموسيو مارتندل بتاريخ 16 آذار 1901 بخصوص طلبه من المجلس البلدي اتفاق على المياه اللازمة لرش الطرقات بسعة المتر المكعب خمسة وعشرين سنتيماً.

والأمر الملاحظ، أن بلدية بيروت المحروسة، وفي ظل الدولة العثمانية التي كانت ترى نفسها أنها دولة الخلاقة، كانت تتعامل بالفائدة المالية مع المؤسسات البيروتية والعثمانية والدولية دون أية قيود. كما يُظهر واقع الحال تحكم الشركات الأجنبية بالمؤسسات العثمانية، ومن بينها البلدية.

وفي ضوء ذلك، ترى كيف أن المجلس البلدي واستناداً إلى قرار والي بيروت المحروسة، قد تبنى تسديد المتوجبات والتعويضات المالية لآل سرسق ولآل تيّان بالتقسيط، وبدون أية فوائد مالية، لعدم وجود الأموال في صندوق البلدية.

تلي استدعاء خزنة بنت خليل شيخ عمر من أهالي قرية طلوزه التابعة لنابلس (هكذا) وابنتها جميلة المؤرخ في 11 مارت سنة 1317. وعند المذاكرة تقرر إعطائهما معاش ثلاثة أشهر اعتباراً من شهر مارت الحالي، كل شهر خمسة وسبعون قرشاً فقط لتحقق فقر حالهما صدقة عن الذات الشاهانية بصورة مؤقتة.

ويلي ذلك تواقيع رئيس وأعضاء المجلس البلدي، غير أنه ذيل بعض الأعضاء على تواقيعهم بالعبارات التالية: «مخالف القرار الثالث لعدم وجود مالية...» و»مخالف للقرار الثالث لكونه ما جرت المذاكرة به مجلسياً بحسب الأصول». وهكذا، يلاحظ بأن بعض أعضاء المجلس البلدي، لم يترددوا مطلقاً في إبداء اعتراضهم ليس على قرارات مجلسهم، وإنما على قرارات والي بيروت وجناب الولاية الجليلة، مما يؤكد، بأن البيارتة مسلمين ومسيحيين نشأوا منذ مئات السنين على مبادئ الحرية والعدالة والحق والديمقراطية. (جلسة المجلس البلدي في 22 آذار 1317، ص 89-90).

والواقع فإن بلدية بيروت استمرت بمتابعة أوضاع المحروسة والبيارتة، والعمل على تنفيذ ما يضمن استمرار تطوّرها اقتصادياً واجتماعياً وصحياً وبيئياً وعمرانياً.

أعلام آل القباني

وممن برز في العهد العثماني من آل قباني الطبيب الدكتور حسن قباني الذي كان يملك عيادة في منطقة البسطة التحتا استناداً إلى سالنامة ولاية بيروت عام 1326هـ. كما برز الوجيه البيروتي السيد مختار القباني، كما برز في العهد العثماني السيد إبراهيم بن صالح القباني الشامي، (السجل 1281-1282هـ) ص (182). وأشار السجل (1265-1269هـ) ص (141) إلى مكرمتلو السيد محمد أديب أفندي ابن السيد علي أفندي القباني مفتي الالاي الرابع حالاً. مما يشير إلى أن أحد أجداد آل القباني قد تولى منصب الإفتاء في الجيش العثماني منذ القرن التاسع عشر. كما أشار السجل (1275-1276هـ) ص (206) إلى الحاج أحمد القباني المصري.

كما برز من الأسرة سعد الدين باشا القباني عضو مجلس إدارة ولاية بيروت عام 1892، والشيخ أحمد القباني عمدة المعارف وأحد علماء بيروت في القرن التاسع عشر، وعبد الغني باشا القباني أحد وجهاء وأعيان بيروت في القرنين التاسع عشر والعشرين. كما برز السيد محمد علي القباني مفتش المعارف في ولاية بيروت في القرن التاسع عشر ونجيب بك القباني بن عبد القادر قباني (1870-1947)، من مواليد بيروت المحروسة عام 1870، وتلقى العلم في كلية الشيخ أحمد عباس الأزهري في بيروت، ودرس الحقوق في معهد دمشق، ونال منها الإجازة، ثم انتقل إلى استانبول حيث نال شهادة دكتوراه في الحقوق، وهي أول شهادة حقوق في لبنان، كما نال لقب بك.

بدأ حياته قاضياً كرئيس لمحكمة حماه في العهد العثاني، ثم عُين عام 1918 في محكمة التمييز في دمشق، كما عيّن رئيساً لمحكمة التمييز العليا. وفي عام 1926 عُين وزيراً للعدلية في حكومة الرئيس أوغست باشا أديب، فكان أول وزير من الطائفة السنية في لبنان. وقد أسهم في وضع الكثير من القوانين في تلك الفترة. تأهل من السيدة نعمت راشد ولهما: نجاتي (السفير) وإسماعيل وعلياء وعفت. توفي في 14 كانون الثاني عام 1947، وشيع في مأتم شعبي حاشد إلى مثواه الأخير في جبانة الباشورة بالقرب من قبر والده الشيخ عبد القادر قباني. (عدنان ضاهر ورياض غنام: المعجم الوزاري، ص 309-310).

وبرز من أسرة القباني السفير نجاتي قباني بن نجيب بك بن الشيخ عبد القادر قباني، كما برز صاحب السماحة العلامة الشيخ راغب القباني.

وبرز في التاريخ الحديث والمعاصر نجله سماحة المفتي الشيخ د. محمد رشيد بن الشيخ راغب القباني قباني مفتي الجمهورية اللبنانية (1989-2014) من متخرّجي جامعة الأزهر الشريف.

وبرز من أسرة القباني القاضي د. خالد محيي الدين قباني (مواليد بيروت المحروسة عام 1945)، تلقى علومه الأولى في ثانوية البر والإحسان، يحمل دكتوراه دولة في القانون العام من الجامعة اللبنانية عام 1979، تولى وزارة العدلية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2005، ووزيراً للتربية والتعليم العالي في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ووزير دولة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008. ورئاسة دائرة القضايا في وزارة العدل عام 1969، وملحقاً في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية عام 1970، وقائماً بأعمال السفارة اللبنانية في الكويت عام 1972. كما عُين قاضياً في مجلس شورى الدولة عام 1975، وعضواً بين أعوام 1994-2000 وسبق أن عمل مستشاراً لرؤساء الوزراء بين أعوام 1980-1992، ومستشاراً لرئيس مجلس النواب بين أعوام 1982-1992. له عدة مؤلفات قانونية وقضائية وإدارية في مقدمتها كتاب اللامركزية، ووثيقة الوفاق الوطني في الطائف، والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وسواها. كما تولى رئاسة مجلس الخدمة المدنية، ومن بعده تولى منصب مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية (دار الأيتام الإسلامية). كما مارس التعليم الجامعي في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية. ومن مآثره القانونية إسهامه الرئيسي في إِعداد الصيغة القانونية لاتفاق الطائف عام 1989. كما شارك في مؤتمر الدوحة عام 2008.

يتميز د. خالد قباني بالجرأة والأقدام، والإصلاح والتحديث، وبالاستقامة والتدين. لهذا، فقد بادر الرئيس نجيب ميقاتي بتكريمه بعد انتهائه من رئاسة مجلس الخدمة المدنية عام 2013 متزوج من السيدة ناديا رمضان ولهما نور. (المعجم الوزاري، ص 308-309).

وبرز من أسرة القباني العلامة الشيخ د. مروان قباني (المتوفى 2006) وهو أحد متخرجي الجامعات الألمانية في الدراسات الإسلامية. كان أستاذاً جامعياً في جامعة بيروت الإسلامية، والمعهد العالي للدراسات الإسلامية، كما تولى المديرية العامة للأوقاف الإسلامية، وأصبح مديراً عاماً لصندوق الزكاة. له عدة مؤلفات في الشريعة الإسلامية، كان عالماً جليلاً، متميزاً بالسيرة والأخلاق الحميدة، وبالتواضع وبالتضحية والعمل الدؤوب من أجل نهضة المجتمع الإسلامي في لبنان.

حزنت عليه بيروت يوم علمت بوفاته، لأنه بهذه الوفاة طويت صفحة مضيئة من تاريخ بيروت المحروسة، ومن تاريخ العمل الخيري والوقفي، ومن تاريخ العلم والعلماء والنُبل.

كما برز من أسرة القباني نائب بيروت المهندس محمد قباني نجل الطبيب الدكتور محمد جميل قباني من مواليد بيروت المحروسة عام 1942، تلقى علومه في مدرسة (I.C.) انترناشيونال كولدج، ثم حصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1962، وعلى الماجستير عام 1967. بين أعوام 1974-1982 تولى إدارة مشروع تجميع المدارس الرسمية، كما عمل مهندساً في مجلس تنفيذ المشاريع الإنشائية بين أعوام 1962-1973.

انتخب نائباً عن بيروت المحروسة عام 1992 على لائحة الرئيس سليم الحص، وفي دورة عام 2000 على لائحة الرئيس رفيق الحريري، وفي دورتي عام 2005 و2009 على لائحة الرئيس سعد الحريري.

أسهم في أعمال اللجان النيابية فكان عضواً في لجنة الشؤون الخارجية، ورئيساً للجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه ابتداءً من عام 2000. وهو فضلاً عن ذلك رئيساً للنادي الثقافي العربي، والذي شهد في عهده تطوراً ونهضة ثقافية بارزة، وهو أحد نواب بيروت البارزين العاملين من أجل نهضة ونمو بيروت، لهذا أقام مؤتمراً إنمائياً دائماً لبيروت المحروسة جمع فيه مختلف الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والإنمائية البيروتية، وهو في الوقت نفسه رئيس لجنة الأشغال في المجلس النيابي التي حققت الكثير من الإنجازات الخدماتية لبيروت وللبنان. متأهل من السيدة إلهام عبد اللطيف بوجي، ولهما: ميّا وجميل.

ومن رجالات آل القباني البارزين منذ عهد الاستقلال عام 1943 السيد حسين قباني الملقب بحسين الشيخ قباني نجل الشيخ مصطفى قباني شقيق الشيخ عبد القادر قباني. وكان السيد حسين قباني مناضلاً بارزاً في عهود الانتداب الفرنسي وعهود الاستقلال.

كما برز من الأسرة المحامي عبد العزيز قباني الرئيس السابق لجمعية متخرجي المقاصد. كان فاعلاً في الميادين الوطنية والقومية والسياسية والثقافية. كما عرف من الأسرة المحامي رشدي قباني (ت 1974) والمحامي رشيد قباني، والمحامية عصمت قباني صفصوف، والإعلامي عبد الحليم قباني، والفني في إذاعة القرآن الكريم كمال قباني، وعبد الله قباني الموظف في وزارة المالية، والطبيب الدكتور سامر قباني (طبيب قلب) والطبيب الدكتور عدنان قباني، والمهندس أسامة قباني.

وعرف من أسر القباني السادة: المرحوم وفيق قباني رئيس جمعية آل قباني السابق، والسيد محمود قباني رئيس جمعية آل قباني، وبرز السيد عبد القادر قباني الحفيد، ونجله السيد نور الدين قباني رئيس جمعية قباني حالياً، وهو أحد رجال الأعمال والناشطين في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والبيروتية واللبنانية.

كما برزت السيدة إنعام قباني، والسيد مختار قباني، والسيد وهيب قباني، والآنسة ندى قباني إحدى الناشطات في قطاع المرأة في تيار المستقبل. كما عرف من الأسرة إحسان قباني، أحمد، أديب، أمين، أنور، أسامة، باسم، بسام، بشير قباني، بلال، توفيق، جميل، جهاد، حسان قباني أحد المسؤولين في وزارة الخارجية اللبنانية، حسن، حكمت، خالد، خير، ربيع، رفيق، رياض، زكي، سامي، سعد الدين، سليم، سميح، سميرة، شفيق، صالح، ضياء الدين، طارق، عاطف، عامر، عبد الرحمن، عبد الرزاق، عبد العزيز، عبد الغني، عبد القادر.

ومما يلاحظ أن اسم عبد القادر توارثته أسرة القباني منذ عهد العلامة الشيخ عبد القادر قباني، فأطلقوا على أولادهم هذا الاسم تكريماً لأحد أجدادهم البارزين.

كما عرف من الأسرة السادة: عبد الكريم، عبد اللطيف، عبد الله، عبد المعين، عبد الوهاب، عدنان، عزام، عزيز، والمهندس عصام قباني، عفيف، علي، عماد، عمر، فايز، فؤاد، فوزي، مالك، محمد.

ويلاحظ أيضاً تكرار اسم محمد لدى عائلة القباني كثيراً، وذلك تقرباً للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وانطلاقاً من حديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) «خير الأسماء ما حُمد وعُبد».

وعرف من أسرة قباني أيضاً السادة: مروان، مصباح، والأستاذ مصطفى قباني أحد أساتذة العلوم في مدارس المقاصد، وعضو الهيئة الاستشارية في جمعية متخرجي جامعة بيروت العربية، منير، نادر، نبيل، نزار، نزيه، هادي، هاني، هشام، وليد، لؤي، ياسين، يحيى قباني وسواهم الكثير.

ومن الأهمية الإشارة إلى وجود أسرة مسيحية قليلة العدد من آل قباني عرف منها السادة: ميشال وأولاده السادة: إيلي، وبيار، وشارل قباني. كما عرف من الأسرة مروان نقولا قباني، وهنري قباني وسواهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أسرة قباني ما تزال منتشرة في صيدا وفي مصر والعراق وسوريا وسواها من مناطق عربية، عرف منها في دمشق المسرحي أحمد أبو خليل القباني (1836-1902) ولد في دمشق وتوفي فيها. أول من أسس فرقة للتمثيل في دمشق، تنقل بها بين سورية ومصر (1878-1900).

وبرز من الأسرة الشاعر السوري نزار قباني، وهو فلسطيني الأصل، سوري المولد والجنسية، بيروتي الإقامة والهوية والهوى. من مواليد دمشق عام 1923 أحد متخرجي كلية الحقوق من جامعة دمشق، خدم بلاده بين أعوام 1945-1966 وله دواوين وقصائد وكتب شعرية عديدة. توفي في لندن عام 1998.

وقباني لغة من القبان، وهو الميزان الذي استخدمه العرب لوزن حاجياتهم. كما أن القباني هو الذي يحكم بالعدل والإنصاف والمساواة. كما أن قباني نسبة إلى منطقة قباني في اذربيجان، وهذا الفرع هو قليل العدد في الولايات العربية.

الشيخ عبد القادر قباني رئيس المقاصد (1878) ورئيس بلدية بيروت

//-->