بليق

 

من الأسر الإسلامية البيروتية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي اسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي، والأسرة من الأُسر الشريفة المنسوبة إلى نسل النبيّ محمد «عليه الصلاة والسلام».

 

وتشير المصادر التاريخية بأن أسرة مرعي بليق أسرة واحدة،  وكان لها نفوذ قوي في العهود الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وكان جدّها الأول مرعي أحد قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي، وقا انتقل في العهد الأيوبي من منطقة البلقاء في فلسطين إلى ثغر بيروت المحروسة، كما توطن أفراد من الأسرة في مصر وبلاد الشام. كما أشار المؤرخ الأمير صالح بن يحيى في كتابه «تاريخ بيروت ص 136» إلى الأمير القائد بيليق الخازندار زمن السلطان الضاهر بيبرس -1260/1277م- سلطان المماليك. وكان بيليق صاحب نفوذ في بلاد الشام ومصر، توفي بعد الظاهر بيبرس بفترة قليلة.

 

وأشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر، لا سيما السجل 1259 إلى أسرة بليق المتوطنة في باطن بيروت، ومن بينهم السادة: حسن بليق الساكن في أوقاف الجامع العمري الكبير، والحاج سعيد بليق الساكن في أوقاف جامع الأمير منذر«النافورة»، وأوقاف زاوية الشهداء في باطن بيروت، والحلج محمد بليق الساكن في أوقاف جامع الدباغة قريباً من سوق النجارين. كما أشار السجل نفسه ص 135 إلى الشاهد الحاج سعد بن حسن بليق.

 

برز من أسرة بليق في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: نجيب بك بليق أحد وجوه المجتمع البيروتي، الحاج سليم بليق، محيى الدين بليق أحد مدراء الجمارك اللبنانية. كما عُرف من الأسرة السادة: الطبيب الدكتور جمال حسان بليق، عبد الرحمن سعد الدين بليق، عبد الرحمن وجيه بليق، محمد أمين مصطفى بليق، محيى الدين أحمد بليق وسواهم.

 

ولا بد من الإشارة إلى أن مدينة الإسكندرية شهدت في ثلاثينيات القرن العشرين توطن أحد أفراد أسرة بليق، حيث استقر فيها وأسّس «مطعم بليق» في شارع سعد زعلول، وذلك على طريقة المطاعم والمأكولات اللبنانية، وقد قام إبنه محمد بليق المولود في الإسكندرية - والمتأهل من سيدة بيروتية من آل دندن - بإدارة هذا المطعم بعد وفاة والده، غير أنه أتجه منذ عام 1990م بالاشتغال بالأعمال التجارية وعمليات البناء والإستثمار، الأمر الذي دعاه لبيع المطعم حوالي عام 2000م، كما أن أحد أفراد أسرة بليق أسّس في القاهرة «مطعم صوفر» في خمسينات القرن العشرين. كما برز من آل بليق بعض الأسر الشيعية في بيروت ولبنان.

 

ولا بد من الإشارة إلى أن بعض أفراد من أسرة بليق ومرعي ما يزالون يحملون اسماً مركباً تظهر على تذاكر هوياتهم، وهو لقب «بليق مرعي». وقد قام هؤلاء الأفراد لعقود طويلة في منطقة الطريق الجديدة.

 

أما بليق لغة واصطلاحاً فهو مصغر أبلق، وتعني الشاب الذي يميل شعره إلى السواد الشديد، ويتّسم وجهه بالبياض، كما أنه لقب أطلق على طائر بهذه الصفات عُرف باسم «أبو بليق»، كما أشارت مصادر العائلة إلى أن بليق صفة ونسبة لمن كانت أصوله من مدينة البلقاء الأردنية.

//-->