حنتس

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى قبائل اليمن وشبه الجزيرة العربية، وقد أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس، لهذا فإن فروعها الأسرية توزعت في مختلف هذه المناطق والولايات العربية.

 

هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة توطن السيد مصطفى حنتس أحد أجداد أسرة حنتس في باطن بيروت في العهد العثماني، وقد ذكر اسمه وسكنه في دراسة لوثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة. كما تبين من خلال دراسة وثائق أخرى وسنوات أخرى إسم نجل المشار إليه، وهو السيد محمد إبن الحاج مصطفى حنتس القاطن في محلة بني درويش في باطن بيروت.

 

واستطاعت أسرة حنتس القيام بدور وطني وفكري وتربوي وصحافي مؤثر وفاعل منذ العهد العثماني، وتمثل ذلك بالأديب الصحافي فؤاد حنتس، رجل الإصلاح والتحديث وعضو «جمعية الإصلاح البيروتية» عام 1913م جنباً إلى جنب مع سليم علي سلام «أبو علي» وأحمد مختار بيهم، والشيخ عبد القادر قباني وسواهم، وهي الجمعية التي ترأسها الشيخ أحمد عباس الأزهري، والتي قامت بتنظيم المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913م.

 

أصدر فؤاد حنتس مع الإصلاحي عبد الغني العريس 1891-1916م صحيفة «المفيد» التي عملت على بث فكرة القومية العربية، وصحف:«الفتى العربي» «لسان العرب» «صدى المفيد» بين عامي 1912-193م كما أصدر «مجلة الشباب» في 20 تشرين الاول عام 1953م.

 

عُرف من أسرة حنتس حديثاً السادة: المربي التربوي الشهير الأستاذ عفيف حنتس مدير إحدى المدارس الرسمية في منطقة الطريق الجديدة في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد ارتبطت باسمه ارتباطاُ وثيقاُ، حتى أطلق عليها أبناء بيروت «مدرسة عفيف حنتس».

كما برز نجله المربي الأستاذ أسامة عفيف حنتس أحد البارزين في ميادين التربية والتعليم في مدراس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.

 

وعُرف من الأسرة السادة: أحمد بهيج حنتس، حسن عفيف حنتس، سمير منير حنتس، عدنان حنتس، عزت مصطفى حنتس، مصطفى محمد حنتس، نبيل بهيج حنتس، نزار عزت حنتس، وليد منير حنتس وسواهم.

 

أما حنتس لغةً واصطلاحاً فهي تعني الشيء المائل لونه للسُمرة أو السواد، تطلق صفة على الشاب الأسمر كما تطلق على التقي الورع، وقد وجدت منطقة في جنوبي بيروت المحروسة عرفت قديماً باسم «حنتوس» أي المنطقة ذات الصخور السوداء والرمال السمراء أو المقدسة، وهي التي عرفت باسم منطقة الأوزاعي  منذ أن دُفن فيها «الإمام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي» «رضي الله عنه» 707-774م. كما أن الحَـنَـس تعني الشجاع، بينما الحُـنُـس تعني الورع التقي.

 

//-->