الباشا

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية التي أسهمت في فتوحات مصر والعراق وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، وهي من القبائل المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف إلى الإمام موسى الكاظم إبن الإمام جعفر الصادق إبن الإمام محمد باقر إبن علي زين العابدين السجّاد إبن الإمام الحسين «رضي الله عنه».

وأسرة الباشا جماعة من قرى أم فكيك وعشيرفة من ناحية تل خميس بمنطقة القامشلي في محافظة الحسكة، وجدهم الأعلى هو السيد باشا دفين جبل سنجار إبن السيد فارس بن أبي محمد مصطفى السائح الطفيحي الخابوري...إبن السيد ممهد الدولة عبد الرحيم زوج السيدة زينب بنت الإمام الرفاعي الكبير.

كما ورد في «معجم قبائل العرب» ص 58، قبائل الباشات وهم قسم من آل محمد رؤساء شمر الجربة، منازلهم في الفراحانية التابعة لسامراء أحد أقضية لواء بغداد. وأورد قبائل الباشان وهم بطن من النعيم، ينزلون في أنحاء القصير، وغربي نهر العاصي في سوريا.

هذا، وقد برزت أسرة الباشا في سورية وفي لبنان لا سيما في بيروت وطرابلس والقلمون، عرف منها في بيروت الموسيقار اللبناني والعربي توفيق الباشا - 1924 - 2005م هو رائد من رواد الموسيقى العربية وواحد من رجالات لبنان المبدعين الذين تركوا إرثا غنيا في الموسيقى والفن والإنتاج الإذاعي. وهو من الذين ساهموا مساهمة فعالة في نهضة ألأغنية اللبنانية والعربية وترك وراءه مدرسة موسيقية كبيرة ومهمة وعالمية وتخرجت على يديه مجموعات من الموسيقيين والفنانين، وهو نجم لامع من نجوم الإذاعة اللبنانية.

ونجله الموسيقار العالمي المقيم في فرنسا عبد الرحمن باشا، والناقد والكاتب والإعلامي المسؤول في تلفزيون لبنان عبيدو باشا، والفنان التشكيلي أمين باشا وسواهم، وعرف منذ العهد العثماني الحاج إبراهيم باشا شيخ تجار طرابلس، كما عرف في القلمون المحامي فاروق عاصم الباشا.

وعرفت أسرة الباشا في بعلبك والخيام عرف منها المحامي أسعد باشا، والمحامي محمد حسين الباشا والسادة: طعان ونعيم وموسى الباشا.

وبرز من أسرة الموحدين الدروز في بيروت ومجدل بعنا والشويفات ودميت العديد من رجالاتها في مقدمتهم الاديب المفكر محمد خليل الباشا صاحب كتاب «معجم أعلام الدروز» الذي أشار فيه إلى أن أسرة الباشا الدرزية إنما تعود بجذورها إلى القبائل العراقية التي نزحت إلى لبنان حوالي عام 1687م ، وبرز منها في القرن التاسع عشر خطار الباشا الذي كان في خدمة أمراء ومشايخ آل نكد، كما عمل بعض أفراد من أسرة الباشا مع الأمير بشير الشهابي الكبير.

وبرزمن أسرة الباشا في العهد العثماني إبراهيم بن خطّار الباشا - المتوفى عام 1910م - ونجله خليل بن إبراهيم الباشا - 1878 - 1966م - كما برز حديثاً الأديب والمفكر والمؤرخ محمد خليل باشا كما أشرنا، والممثل المسرحي سليمان الباشا.

ومن الملاحظ إن أسرة مسيحية لبنانية حملت أيضاً لقب الباشا نوطنت في بيروت ودير القمروزغرتا وبشري وبعلبك والبترون وسواها، عرف منها السادة: الحاج الياس الباشا وأنجاله السادة: موسى ونقولا ونعمة وجرجس ونليل وفرنسيس.

كما برز إلياس بك الباشا قائمقام زحلة وعضو دائرة الحقوق الاستثنائية في زمن متصرفية جبل لبنان، وأنطوان آغا الباشا أحد ضباط الضابطية والجند اللبناني، ومن مشاهير الأسرة المسيحية الراهب المخلص قسطنطين الباشا - 1870 - 1948م - ، كما عرف من أسرة الباشا الدمشقية الخوري إسبر الباشا وكيل أسقفية بيروت الأرثوذكسية، ومنهم ميشال الخوري الباشا عضة أخوية العائلات الدمشقية. وعرف من أسرة الباشا الأهدنية أنطوان الباشا المقرب من المتصرف رستم الباشا والمعادي ليوسف بك كرم وللدولة العثمانية.

ومن الملاحظ إن أسرة الباشا الإسلامية البيروتية التي تصاهرت مع أسرة دوغان وأُسر بيروتية أخرى، قد ذاع صيتها في بيروت، وقد أطلق على حي بأكمله وراء المدينة الرياضية بالقرب من شارع صبرا في بيروت اسم «حي الباشا».

ومن المؤكد لإن بعض فروع آل الباشا تنتسب إلى الجذور الأسرية ذاتها، في حين أن فروعاً أخرى لا يربط بينها سوى اللقب.

أما الباشا لغةً فهو لقب فارسي دخل اللغة العثمانية يُمنح عادة بفرمان خاص من السلطان العثماني للوجهاء ولكبار القوم وللزعماء، وهي تعني الوجيه أو الرئيس أو الزعيم. وقد نال هذا اللقب بعض الوجهاء البيارته والعرب مثل سعد الدين باشا شاتيلا، محمد باشا المخزومي، عبد الرحمن باشا اليوسف، سعد باشا زغلول وسواهم الكثير.

          

//-->