عليوان

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية. وتشير مصادر الأسرة إلى أنها وأسرة علوان ترتبط بجذور وأصول واحدة، إذ أطلق على أحد أجداد أسرة علوان بسبب نحافة ورشاقة جسمه بأنه «عليوان» (وهي مصغّر علوان). وهي، كأسرة علوان من قبيلة بني مخزوم من نسب خالد بن الوليد. ومن الأسر التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي ومناطق أخرى. وما تزال أسرة عليوان متوطنة بالإضافة إلى بيروت المحروسة ودمشق، في مناطق مصرية وعراقية ومغربية وشامية عديدة.

ويروي أحد كبار السن من آل عليوان، من أن الأسرة هي إحدى فروع قبيلة «ماضي» التي توطنت منذ قرون عديدة في منطقة المناصف، فعرف منها في بيروت فرع باسم «المناصفي». كما عرف أحد أجدادها باسم «علي»، وفي بيروت أطلق عليه اسم «عليوان» وهو تصغير لإسم «علي»، على ما أورد الأوائل من آل عليوان.

العلامة الفقيه الشيخ راشد عليوان

ارتبط اسم أسرة عليوان في التاريخ الحديث والمعاصر بعدة أعلام وعلماء في مقدمتهم العلامة المخضرم الشيخ راشد عليوان (مواليد 1296هـ - 1878م) عاش في العهود العثمانية والفرنسية والاستقلال، مدرّس العلوم الدينية والعربية في المدرسة العسكرية العثمانية، وفي مدرسة الشيخ عيسى قاسم كتوعة، وفي مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وفي الكلية الإسلامية العثمانية الأزهرية، وفي المدرسة الرشدية (حوض الولاية) . كما كان محرراً في صحيفة «الحقيقة» لصاحبها العلامة الشيخ أحمد عباس الأزهري. كان عضواً في اللجنة الإدارية لمجلس الأوقاف، كما كان إماماً وخطيباً لجامع الرمل في الزيدانية (الفاروق اليوم). حائز على وسام الاستحقاق الوطني. كما برز في بيروت محمد رفيق عليوان أمين سر جمعية التآخي والإحسان في المصيطبة.

الرياضي البيروتي واللبناني والعربي المبدع مليح عليوان

كما برز من الأسرة أحد أعمدة الرياضة في لبنان والعالم العربي مليح عليوان. وفيما يلي نبذة عن سيرة حياته تكريماً ووفاءً لبطولاته وإسهاماته، وبمناسبة بلوغه سن الـ(83) وما يزال عاملاً:

ولد مليح أمين عليوان في 20/7/1930 في مدينة بيروت المحروسة، شارع مدحت باشا، الظريف الزيدانية. وأسس نادي (المليح الرياضي) عام 1945 بصورة غير رسمية, وأصبح (نادي الصحة والقوة الرياضي) بعد أن رخص بصورة رسمية عام 1955، وهو عميده وداعمة مدى الحياة. أسس وأصدر أول مجلة عربية رياضية متخصصة برفع الأثقال والقوة وكمال الأجسام عام 1955 هي «مجلة نجوم الرياضة» ولا تزال تصدر الكترونياً من أول 2013.

حقق نادي الصحة والقوة على مدى خمسين سنة المرتبة الأولى في بطولات لبنان برفع الأثقال وكمال الأجسام والقوة البدنية، وعلى مدى ثلاثين سنة المرتبة الأولى في بطولات لبنان في الجمباز، وقد  زاول «مليح» الكثير من الألعاب الرياضية ومن ضمنها الغطس واشتهر بأنه من القلائل الذين قفزوا عن صخرة الروشة (عام 1944)، واشترك في بطولة لبنان برفع الأثقال عام 1947 وحل ثالثاً بوزن المتوسط، ثم اشترك في بطولتي بيروت ولبنان برفع الأثقال أعوام 1948 و1949و1950 و1951 و1952 وحل أولاً لوزن خفيف الثقيل والثقيل.

 اشترك في بطولتي بيروت ولبنان برفع الأثقال عام 1951 وسجل للبنان ثلاثة أرقام لبنانية قياسية بوزن متوسط الثقيل. وفاز بلقب «أبولون لبنان» و«مستر بيروت ولبنان بكمال الأجسام» 1950 و1951 و1952، وعام 1953 بلقب «أبولون الشرق» في بطولة الدول العربية.

اشترك في الدورة التدريبية الرياضية العربية لجامعة الدول العربية التي جرت في بيروت عام 1955 بلعبة المصارعة في الجامعة الأميركية، وعيّن مدرّساَ للتربية الرياضية في مدارس وزارة التربية الوطنية من 1950 إلى 1968، ثم رئيساً ومؤسساً لجمعية الصداقة الرياضية اللبنانية من 1968 وما يزال حتى تاريخه، ثم عيّن أميناً عاماً ومشاركاَ في تنظيم الرياضة الأهلية لعشر سنوات متتالية في المديرية العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اللبنانية، ثم مدرّساَ للتربية الرياضية في كليات المقاصد الإسلامية في بيروت عام 1956، رخص له ببطاقة بتصرف وزير الداخلية معالي الوزير ريمون إده عام 1959، وانتدب للمشاركة بدورة تدريبية وتأهيلية في المعهد العالي لمعلمي الرياضة في الجيزة بالهرم بمصر عام 1955 منتدباً من وزارة التربية الوطنية.

عيّن مدرّساً للتربية الرياضية في الجامعة الأميركية عام 1957، قبل أن يعيّن بمرسوم جمهوري ورقّي للدرجة الثالثة رئيساً لقسم الرياضة (الجمعيات والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية اللبنانية) في المديرية العامة للشباب والرياضة من 1968 وهو اليوم متقاعد.

انتدب من قبل مجلس الوزراء للتدريس والتدريب على لعبة رفع الأثقال لفترة ثلاثة أشهر عام 1968 و1974 وفي ليبيا 1977، بعد أن عيّن مستشاراً رياضياً خاصاً لرئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله اليافي عام 1968.

كان أحد مؤسسي الاتحاد الدولي لبناء الأجسام واللياقة البدنية من عام 1970 في بلغراد ونائباَ أولاً للرئيس حتى 1978 ونائباَ للرئيس حتى تاريخه 2013 وعضواً شرفياً للاتحاد الدولي لبناء الأجسام واللياقة البدنية مدى الحياة.

أسس الاتحاد العربي لرفع الأثقال والتربية البدنية عام 1974 في بيروت وظل رئيساً حتى 2005 في رفع الأثقال ورئيساً شرفياً مدى الحياة للاتحاد العربي لبناء الأجسام واللياقة البدنية، ورئيساً شرفياً للاتحاد العربي لرفع الأثقال مدى الحياة من عام 2005.

نجح في امتحان في مجلس الخدمة الوطنية لترقيته برتبة رئيس مصلحة سنة 1975.

اشترك ببطولة العالم بكمال الأجسام عام 1957 وجاء أولاً بالفئة الطويلة ورابعاً في جميع الأطوال وحل ثانياً في آسيا للعام نفسه.

مثل لبنان في الدورات الدولية برفع الأثقال 1953 في بوخارست لوزن خفيف الثقيل وحل تاسعاً.

ترأس أول بعثة رياضية لدورة وارسو الدولية عام 1955.

حكّم الكثير من البطولات والدورات الدولية في العاب رفع الأثقال وكمال الأجسام والقوة البدنية، وانتخب أميناً للسر العام في الإتحاد اللبناني لرفع الأثقال والقوة والتربية البدنية عام 1962 حتى 1968، كما اشترك في الدورة التدريبية لمعلمي الرياضة لوزارة التربية الوطنية 1968، وانتخب رئيساَ للإتحاد اللبناني لرفع الأثقال والقوة والتربية البدنية من 1968 حتى 6/5/2013.

وترأس بعثات رفع الأثقال وكمال الأجسام التي جرت من عام 1961 إلى 6/5/2013 وفي القوة البدنية من عام 1999 حتى 2012، وانتخب نائباً لرئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية من عام 1968 حتى 26/1/ 2013 ونائباً أولاً من عام 1992 إلى 26/1/ 2013، وترأس البعثات الرياضية الأولمبية (Chef De Mission) 1968 مكسيكو، و1972 ميونيخ، و1992 برشلونة، و1996 أتلانتا، و2000 سيدني، و2004 أثينا، و2008 بيجين في الصين، كما ترأس البعثات الرياضية العربية 1992 في دمشق و1997 في بيروت، وبعثات دورات المتوسط 1971 في أزمير و1975 في الجزائر و1979 في سبليت و1993 في جنوب فرنسا (في أجد) و1997 في (باري) بإيطاليا و2005 في (الماريا) باسبانيا.

يحمل مليح عليوان الوسام الأولمبي من اللجنة الأولمبية الدولية عام 2000 في موسكو وسُلّم له من قبل عضو اللجنة الأولمبية الدولية الأستاذ طوني خوري عام 2001 ومعالي وزير الشباب والرياضة الدكتور سيبوه هوفنانيان في دار الأونسكو برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود، وأيضاً، أوسمة المعارف اللبنانية من وزارة التربية الوطنية البرونزي والفضي والمذهب من 1968 إلى 1980، إضافة إلى أوسمة الإتحاد الدولي لبناء الأجسام واللياقة البدنية جميعها برونز وفضية وذهب من 1970 إلى 2013، وأعلى شهادة في العالم عام 2010 في أذربيجان، وهو محاضر عالمي في لعبتي رفع الأثقال وكمال الأجسام، وقد منح في العام 2000 في أثينا الوسام الدولي لرفع الأثقال لترؤسه اتحاد بلده أكثر من 25 سنة متتالية.

والرياضي البيروتي واللبناني العربي مليح عليوان يحمل كذلك وسام الاتحاد العربي للألعاب الرياضية اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية المذهب عام 2010 في عمان بالأردن، وهو مؤسس ورئيس الاتحاد العربي للعبة القوة البدنية عام 1999 في بيروت ورئيساَ حتى تاريخه، وحيث قررت اللجنة الأولمبية اللبنانية في جلستها المنعقدة يوم الاثنين في 8/9/2013 منح مليح عليوان الجائزة التقديرية المعتمدة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لعام 2013 تحت عنوان (150) سنة.

وقد اعتبر مليح عليوان مدرسة رياضية تقديراً لجهوده وعطاءاته التي أثرت الحركة الرياضية عموماَ والحركة الأولمبية خصوصاَ على مدى السنوات العديدة الماضية من 1947 إلى 2013.

نال مليح عليوان خلال (60) عاماً الكثير من الميداليات والأوسمة والدروع والجوائز التكريمية البيروتية واللبنانية والعربية والدولية. وبمناسبة مرور أكثر من ستين عاماً على اشتغاله في الميدان الرياضي، وإسهاماته وتضحياته في سبيل تنمية الأجسام والعقول، وتنمية الأخلاق الرياضية الحميدة، نناشد وزارة التربية والتعليم العالي ممثلة بمعالي الوزير إِطلاق وتسمية اسم مليح عليوان على مدرسة أو ثانوية رسمية تقديراً لعطاءاته. كما نناشد الأخ والصديق المهندس الدكتور بلال حمد رئيس مجلس بلدية بيروت تسمية شارع مهم باسم «مليح عليوان» تقديراً لإسهاماته الرياضية، وتضحياته في سبيل الرياضة في لبنان، وبذلك تكون بلدية بيروت قد أسهمت بتكريم الرياضة والرياضيين بتكريمها للرياضي الأول في لبنان «مليح عليوان».

 بهيج راشد عليوان

كما برز من أسرة عليوان المرحوم بهيج راشد عليوان مواليد بيروت المحروسة عام 1918، والده العلامة الشيخ راشد عليوان، ووالدته المرحومة الحاجة سهيلة الحسامي. تدرج المرحوم بهيج عليوان في مراتب العلم والمعرفة إلى أعلى المراتب العلمية، وعمل أستاذاً في كلية الشرطة في بيروت المحروسة، ومن ثم مسؤولاً في مديرية الإحصاء والنفوس، كما عين عام 1958 قائمقام قضاء بنت جبيل، كما عمل مذيعاً باللغة الفرنسية متطوعاً في إذاعة صوت العروبة إِبان ثورة عام 1958. وفي 7 أيلول عام 1959، وبينما كان يلهو بمسدسه أمام فندق السان جورج انطلقت رصاصة خطأ من مسدسه فأردته قتيلاً. وبذلك توفي بهيج راشد عليوان عن عمر يناهز (41) عاماً، (1918-1959) وهو في عز عطائه، وقد عرف عنه آنذك حب بيروت المحروسة والبيارتة والخدمة العامة لاسيما للبيارتة. وكان في الوقت نفسه قد أقام علاقات سياسية واجتماعية وإدارية مع الكثيرين من رجالات الدولة اللبنانية، منهم على سبيل المثال: الرئيس رشيد كرامي والعميد ريمون اده والرئيس عدنان الحكيم، لهذا كان له بصمات في حزب النجادة.

كان متزوجاً من السيدة سوزان محمد رضا خربوطلي ابنة محمد رضا بك خربوطلي مدير عام جمارك لبنان وسوريا، وأنجب منها خمسة أنجال. كما برز سميح راشد عليوان المتوفى في آذار عام 2007.

هذا، وقد برز أيضاً الإِعلامي بهيج راشد عليوان وله إسهامات إِعلامية وفكرية وصحافية عديدة.

كما عرف من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: الدكتور أحمد عليوان، أديب ونجلاه إبراهيم وأحمد، جهاد، حسان، خضر، راشد، المحامي رجب ياسين عليوان، والمحامي محي الدين عليوان، زياد، سميح راشد، عاصم، عبد الرحمن، عبد القادر، عبد الله، عبد الهادي، عدنان، علي، عماد الدين، فؤاد، محمد أمين، محمد خير، محمد رضى، محمد رفيق، محمد عثمان، محمود، مصطفى، نبيل، وسواهم. كما برزت المطربة الجزائرية كاميليا عليوان وهي مقيمة في فرنسا وتغني بالفرنسية ولها سمعة عالمية، وحصلت على جوائز عالمية، وهي معروفة باسم «كاميليا جوردانا». كما برزت الشاعرة اللبنانية سوزان عليوان.

//-->