آل فتّوح

باشاوات في مصر.. نواب وشعراء وإعلاميون وفنانون وناشطون إجتماعيون في بيروت

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى قبيلة قيس من عشائر لخم المنتشرة في شبه الجزيرة العربية، وقد أسهمت في فتّوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، لهذا ما تزال هذه الأسرة منتشرة حتى اليوم في مدينتي القاهرة والإسكندرية وسواها، وفي دمشق والبقاع الغربي وبيروت، وتونس والمغرب واشبيلية.

ونظراً لتضامن العرب والمسلمين في عدة فترات تاريخية، فقد شهدت الولايات العربية والإسلامية تدفقاً وهجرة وتدفقاً معاكساً للقبائل والأسر العربية من والى ولايات كانت تحتاج إلى الدعم السياسي والعسكري لا سيما في فترة العصور الوسطى وحروب الإفرنج ضد المسلمين في بلاد الشام، فضلاً عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت في تلك الهجرات. لهذا شهدت مصر وبلاد الشام هجرات أندلسية ومغاربية عديدة، ومن بينها هجرة آل فتّوح.

وتشير سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر إلى بني فتّوح في باطن بيروت، وهي إحدى الأسر المغربية التي أسهمت في بناء زاوية المغاربة في باطن بيروت المحروسة حوالى عام (793هـ-1390م).

برز من أسرة فتّوح أو الفتّوح كما جاء في وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر لا سيما السجل (1259هـ) الحاج عبد السلام الفتّوح ونجله الحاج محمد بن الحاج عبد السلام الفتّوح. كما عرف من الأسرة في العهد العثماني الحاج زكريا فتّوح صاحب شركة نقل العربات العثمانية بين صيدا وبيروت عام 1906.

ومن الأهمية بمكان القول، واستناداً إلى دراستي المقارنة لوثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني، فقد تبين لي أن أسرة فتح الله ورشان وأسرة فتّوح ورشان هي من أسرة واحدة، ومما يدل على ذلك ما ورد في السجل (1259هـ) صحيفة (71) اسم الحاج محمد ابن فتح الله ورشان، في حين أن السجل (1283-1284) صحيفة (540) أورد اسم عائلة فتّوح ورشان. مما يدعونا للاستنتاج إلى أن أسرة فتح الله، وأسرة فتّوح هما أسرة واحدة تعودان إلى جدهما الأول ورشان. ومما يؤكد ذلك أن بعض بطاقات هويات أفراد الأسرتين ما يزال يظهر عليها اسم العائلة ولقبها «فتّوح ورشان» و»فتح الله ورشان».

هذا، وقد نالت أسرة فتّوح أو الفتّوح وهو الأصح في مصر، لقب الباشوية، نظراً لإسهامات أفرادٍ منها في ميادين علمية واجتماعية وقانونية وسواها، في مقدمة هؤلاء أبو علي باشا الفتّوح (1833-1913) وهو حقوقي مصري بارز، من مواليد بلقاس في مصر، درس القانون والحقوق في جامعة مونبلييه في فرنسا. وبعد عودته مارس المحاماة، كما أنشأ في محافظة سوهاج مدرسة صناعية زراعية عام 1910. له العديد من المؤلفات القانونية والفقهية منها كتاب «الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية».

برز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر العديد من التجار ورجال الأعمال ووجوه المجتمع، منهم على سبيل المثال السادة: نائب البقاع الغربي الأستاذ أحمد فتّوح (2005-2009)، والأديب الشاعر محمد علي فتّوح، وابنته الكاتبة رفيف فتّوح، وشقيقتها المطربة السابقة نهاد فتّوح، والدكتور فتح الله فتّوح، والشيخ أكرم فتّوح، ورجل الأعمال المناضل الحاج أبو رسلان فتّوح أحد كبار التجار بين بيروت وتجار الإسكندرية لا سيما مع السخاوي باشا أحد كبار تجار الإسكندرية ومصر، وقد توفي أبو ارسلان فتّوح في 26 كانون الثاني 2009 عن عمر يناهز الثمانين عاماً، والأستاذ عصام فتّوح أحد المسؤولين في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. كما برز السيد أمين فتّوح أحد البيارتة الناشطين في المجتمع الأهلي والمدني في بيروت المحروسة، وهو الناشط والحريص باستمرار على تاريخ وتراث المحروسة. كما عرف السادة: أحمد، أكرم، أسامة، بسام، توفيق، حسان، حسن، زكريا، زهير، سامي، سليم، سميح، سهيل، عامر، عبد الحفيظ، عبد الرزاق، عدنان، عفيف، عماد، عمر فاروق، عمر محمد، فتح الله فتّوح، فؤاد، كامل، محمد، محمود، مروان، مصباح، مصطفى، معروف، منير، نور الدين، هاشم، هشام، وسام، يحيى، يوسف ووسام فتّوح أمين عام اتحاد المصارف العربية وبديع فتّوح مدير المتحوى في مجموعة الـ mbc  ومليكة فتّوح فنانة الـ HIP HOP وخبير التجميل المشهور بسّام فتّوح.

ومما يلاحظ أن بيروت شهدت فرعاً مسيحياً من آل فتّوح عرف منهم السادة: الياس، جورج، فؤاد، مجيد مخايل وسواهم.

وفتّوح أو الفتّوح أطلقها العرب على الفتّوحات الإسلامية والعربية للبلاد التي سيطروا عليها، وقد أطلق على مؤلفات عربية قديمة اسم «فتّوح البلدان» حتى أن اسم فتح الله إنما هي نسبة للفتح وللرزق وللخير.

الأديب الشاعر محمد علي فتّوح

الأديبة رفيف فتّوح

المطربة نهاد فتّوح

خبير التجميل بسّام فتّوح

//-->