الموجز في قواعد اللغة العربية

استعمال المعجمات

باستيعاب ما تقدم من بحث المجرد والمزيد مع بعض التمرين عليه وعلى بحث الصحيح والمعتل الآتي بعد، يحصل المرء على دُربة في البحث عما يريد في المعجمات باتباع الملاحظتين التاليتين:

أ- 1- أسقط من الكلمة التي تبحث عنها كل ما اتصل بها من علامات مضارعة أو ألفات وصل أو ضمائر أو حروف جر أو علامات تأنيث أو جمع أو تثنية.. إلخ. ثم أسقط حروف الزوائد منها حتى إذا حصلت على الحروف المجردة لها فتحت المعجم باحثاً عن معناها.

خذ مثلاً آخر أبيات تأبط شراً الآنفة:

بمنخرق من شده المتدارك

ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي

وطبق عليها الإسقاط المذكور تحصل على أصول هذه الكلمات وهي:

سبق وفد ريح من حيث نحا خرق من شدّ درك

2- يردّ الحرف المحذوف من الكلمة حين البحث عنها في المعاجم فكلمات (ابن، أب، دم، يد) حذفت الواو من الكلمات الثلاث الأُولى بدليل أنها ترد في النسب فنقول (ينوي، أبوي، دموي) وحذفت الياء من يد إذ أصلها (يَدْيٌ) بدليل أن فعلها (يدِيّ)، فالبحث يكون عن (ب ن و)، (أ، ب، و)، (د، م، و).

وما حذف في الأفعال بسبب اتصال الفعل بالضمائر المتحركة أو بنائه للأمر أو الجزم مثل: قُمْنا، لم يقُم، لم يرمِ، بعت.

فقد حذفت الواو من الفعلين الأولين لالتقاء الساكنين وأصل الفعل (قوْمنا) (لم يقوم)، وحذفت الياء من الفعل الثالث يرمي للجزم، وحذفت الياء من (بعت) والأصل (بيعْت).

فحين البحث عنها نبحث (ق و م) و(ر م ي) و(ب ي ع) وكثيراً ما يدل المصدر أو الجمع أو النسب على الحرف المحذوف.

ب- تتبع معجمات العربيةانتقل إلى الحاشية في ترتيب كلماتها إحدى طريقتين:

الأولى: تعتبر الحرف الأول والثاني فالثالث فالرابع فالخامسانتقل إلى الحاشية وتسمى الحرف الأول باباً والأخير فصلاً، ونجد فيها كلماتنا في المواضع الآتية:

فصل القافباب السين

سبق

فصل الدالباب الواو

وفد

فصل الحاءباب الراء

ريح

فصل الثاءباب الحاء

حيث

فصل الواوانتقل إلى الحاشيةباب النون

نحا

فصل القافباب الخاء

خرق

فصل الدالباب الشين

شدّ

فصل الكافباب الدال

درك

وبتقليبه صفحات المعجم حتى يصل إلى الحرف الأول المطلوب يتبع الترتيب حتى يجد ما يطلب ويقف على معنى ما يريد من الكلمة وسائر أفراد أسرتها.

وأشهر المعجمات العربية التي طبعت حديثاً على هذا الترتيب:

للرازي

مختار الصحاح

للفيومي

المصباح المنير

للزمخشري

أساس البلاغة

والطريقة الثانية: تعنى بالحرف الأخير وتجعله أساس التبويب وتسميه باباً وتسمي الحرف الأول فصلاً ونجد كلماتنا السابقة في المواضيع الآتية:

فصل السينباب القاف

سبق

فصل الواوباب الدال

وفد

فصل الراءباب الحاء

ريح

فصل الحاءباب الثاء

حيث

فصل النونباب الواو

نحا

فصل الخاءباب القاف

خرق

فصل الشينباب الدال

شدّ

فصل الدالباب الكاف

درك

وأشهر المعجمات المبوبة على هذه الطريقة: القاموس المحيط للفيروزآبادي، ولسان العرب لابن منظور وهو من أوسع المعاجم العربية.

ولكل من الطريقتين مزية وينبغي ألا تخلو يد الطالب من معجم صغير مثل مختار الصحاج ولا تخلو مكتبته الصغيرة من معجم متوسط كالقاموس المحيط.


عودة إلى موضع الحاشية لا يدخل في ذلك المطبوعات الحديثة التي ألفها أصحابها العصريون باسم معجمات لأنها - مع عدم الوثوق بما فيها - تتبع في نهجها الطريقة الأجنبية في خلط الزائد بالأصلي واعتبار حروف الكلمة وحدة يبحث عنها بالتسلسل فهذه الطريقة البدائية تلقى نقداً شديداً حتى في اللغات الأجنبية التي أدرك فقهاؤها أصالة تأليف المعجمات على جذر الكلمة كما فعل مؤلفونا الأقدمون.

عودة إلى موضع الحاشية سترى أن المجرد في الأسماء يصل إلى خمسة حروف على حين لا يتجاوز المجرد في الأفعال الحروف الأربعة كما سبق لك في البحث المتقدم.

عودة إلى موضع الحاشية الألف المقصورة ترد إلى أصلها الواو أو الياء ليعرف أين يبحث عن كلمتها ، وبعض المعاجم تجعل للواو والياء باباً واحداً. وكثيراً ما يعرف الأصل بإضافة الفعل إلى الضمير مثل دعا، رمى: (دعوت، رميت)، وبالتثنية في الأسماء مثل: فتى، عصا، (فتيان، عصوان).
ورده إلى المجرد مثل: استدعى، ارتمى: (دعا، رمى).